السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ أَسۡتَغۡفَرۡتَ لَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تَسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ لَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ} (6)

ولما كان صلى الله عليه وسلم يحب صلاحهم فهو يحب أن يستغفر لهم ، وربما ندبه إلى ذلك بعض أقاربهم ، قال تعالى منبهاً على أنهم ليسوا بأهل للاستغفار لأنهم لا يؤمنون : { سواء عليهم أستغفرت لهم } استغنى بهمزة الاستفهام عن همزة الوصل { أم لم تستغفر } الله { لهم } أي : سواء عليهم الاستغفار وعدمه لأنهم لا يلتفتون إليه ، ولا يعتدّون به لكفرهم { لن يغفر الله } أي : الملك الأعظم { لهم } لرسوخهم في الكفر { إن الله } أي : الذي له كمال الصفات { لا يهدي القوم } أي : الناس الذين لهم قوّة في أنفسهم على ما يريدونه { الفاسقين } أي : لأنهم لا عذر لهم في الإصرار على الفسق ، وهو المروق من حصن الإسلام بخرقه وهتكه مرّة بعد مرّة ، والتمرن عليه حتى استحكم فهم راسخون في النفاق ، والخروج عن مظنة الإصلاح .