{ هُوَ الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض ذَلُولاً } لينةً يسهلُ عليكُم السلوكُ فيها ، وتقديمُ لكُم على مفعُولَي الجعلِ معَ أنَّ حقَّهُ التأخرُ عنهُما ، للاهتمامِ بِما قُدمَ والتشويقِ إلى ما أُخرَ ، فإنَّ ما حقَّه التقديمُ إذا أُخرَ لا سيَّما عند كونِ المقدمِ ممَّا يدلُّ على كونِ المؤخرِ من منافعِ المخاطبينَ ، تبقَى النفسُ مترقبةً لورودِهِ ، فيتمكنُ لديها عندَ ذكرِهِ فضلُ تمكنٍ . والفاءُ في قولِه تعالَى : { فامشوا فِي مَنَاكِبِهَا } لترتيبِ الأمرِ على الجعلِ المذكورِ ، أي فاسلكُوا في جوانِبِهَا أو جِبَالِهَا ، وهو مَثَلٌ لفرطِ التذليلِ ، فإن منكبَ البعيرِ أرقُّ أعضائِهِ ، وأنباها عن أنْ يطأَهُ الراكبُ بقدمِهِ . فإذا جُعل الأرضُ في الذُّلِّ بحيثُ يتأتَّى المشيُ في مناكبِهَا ، لم يبقَ منها شيءٌ لم يتذللْ . { وَكُلُوا مِن رزْقِهِ } والتمسُوا من نعمِ الله تعالَى : { وَإِلَيْهِ النشور } أي المرجعُ بعدَ البعثِ ، لا إلى غيرِه ، فبالِغُوا في شكرِ نعمِهِ وآلائِهِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.