إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ كَيۡفَ نَذِيرِ} (17)

{ أَمْ أَمِنتُمْ من فِي السماء } إضرابٌ عن التهديدِ بما ذُكِرَ ، وانتقالٌ إلى التهديدِ بوجهٍ آخرَ ، أيْ بلْ أأمنتُم مَنْ في السَّماءِ { أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصبا } أي حجارةً من السماءِ كما أرسلَها على قومِ لوطٍ وأصحابِ الفيلِ ، وقيلَ ريحاً فيها حجارةٌ وحصباءُ كأنَّها تقلعُ الحصباءَ لشدَّتِهَا وقوتِهَا وقيلَ هي سحابٌ فيها حجارةٌ { فَسَتَعْلَمُونَ } عن قريبٍ البتةَ { كَيْفَ نَذِيرِ } أي إنذارِي عندَ مُشاهدتِكُم للمنذَرِ بهِ ، ولكنْ لا ينفعكُم العلمُ حينئذٍ . وقُرِئَ فسيعلمُونَ بالياءِ .