إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قُلۡ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَكُمۡ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَۚ قَلِيلٗا مَّا تَشۡكُرُونَ} (23)

{ قُلْ هُوَ الذي أَنشَأَكُمْ } إنشاءً بديعاً { وَجَعَلَ لَكُمُ السمع } لتسمعُوا آياتِ الله وتمتثلُوا بما فيهَا من الأوامرِ والنواهِي ، وتتعظُوا بمواعظِهَا . { والأبصار } لتنظرُوا بها إلى الآياتِ التكوينيةِ ، الشاهدةِ بشؤون الله عزَّ وجلَ . { والأفئدة } لتتفكرُوا بهَا فيمَا تسمعونَهُ وتشاهدونَهُ من الآياتِ التنزيليةِ والتكوينيةِ ، وترتقُوا في معارجِ الإيمانِ والطاعةِ . { قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ } أي باستعمالِهَا فيما خُلقتْ لأجله من الأمورِ المذكورةِ . وقليلاً نعتٌ لمحذوفٍ ، وما مزيدةٌ لتأكيدِ القلةِ ، أي شكراً قليلاً ، أو زماناً قليلاً تشكرونَ ، وقيلَ القلةُ عبارةٌ عن العدمِ .