الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ سَلَٰسِلَاْ وَأَغۡلَٰلٗا وَسَعِيرًا} (4)

ثم قال تعالى : ( إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا )

أ ] : إنا أعتدنا لمن كفر ( وأعرض عن الإيمان ) {[72257]} . وجحد النعم {[72258]} [ ( سلاسلا ] ) {[72259]} يوثقون بها في الجحيم ( أغلالا ) تغل {[72260]} بها أيديهم إلى أعناقهم ( وسعيرا ) أي : ونارا تسعر عليهم فتوقد .

فمن لم ينون [ ( سلاسلا ) ] {[72261]} أتى به على منع الصرف لأنه جمع لا نظير له في الواحد وهو نهاية الجمع ، فثقل فمنع الصرف {[72262]} . ومن وقف {[72263]} عليه بألف {[72264]}مع منعه لصرفه {[72265]} فعلى لغة مسموعة عن العرب .

حكى الرؤاسي {[72266]} والكسائي أن العرب تقف على ما لا ينصرف {[72267]} في حال افتح بألف {[72268]} [ لبيان ] {[72269]} الفتحة {[72270]} . وله حجة أخرى : وذلك أنه في بعض المصاحف {[72271]} بألف . فاتبع السواد في الوقفـ واتبع أصل الإعراب في الوصل {[72272]} .

فأما نونه {[72273]} ، فعلى لغة مسموعة من بعض العرب . حكى الكسائي وغيره من الكوفيين أن بعض [ العرب يصرف كل ما ] {[72274]} لا ينصرف إلا [ أفعل منك ] وقال بعض أهل النظر : كل ما يجوز في الشعر يجوز في القرآن ، لأن الشعر أصل كلام العرب ، والعرب تصرف هذا ونحوه في الشعر {[72275]} . وقيل : إنما صرف لأنه أتبع بما {[72276]} بعده ، وهو [ وأغلالا ] {[72277]} .

وكذلك الحجة في ( وقواريرا ، قواريرا ) {[72278]} عند من مع صرفه {[72279]} ووقف بالألف {[72280]} . أو بغير {[72281]} ألف أو صرفه .


[72257]:- ساقط من أ.
[72258]:- أ: نعم.
[72259]:- م، ث: سلاسل وكلاهما صحيح وارد في القراءة كما سيأتي عند مكي.
[72260]:- ث: ثقل.
[72261]:- م، ث: سلاسل، وقد قرأ بغير تنوين ابن كثير في رواية قنبل وأبو عمرو وابن عامر وحمزة وحفص عن عاصم في السبعة: 663 والمبسوط: 454 وفيه أنها قراءة خلف ويعقوب أيضا.
[72262]:- ث: الطرف. وانظر الحجة لابن خالويه: 358 والحجة لأبي زرعة 737 والكشف 2/353.
[72263]:- ث: وقع. (تحريف).
[72264]:- ث: فألف.
[72265]:- هي قراءة أبي عمرو ورواية حفص عن عاصم في السبعة: 663 والمبسوط: 454.
[72266]:- هو محمد بن الحسن بن أبي سارة الكوفي الرؤاسي، أبو جعفر: أول من وضع كتابا في النحو من أهل الكوفة، وهو أستاذ الكسائي والفراء. وكلما قال سيبويه في كتابه "قال الكوفي" عني به الرؤاسي. ولقب بذلك لكبر رأسه، له كتب منها "معاني القرآن" و"الوقف والابتداء" (ت: 187ﻫ). انظر طبقات النحويين للزبيدي 125 ونزهة الألباء 54 والأعلام 6/271.
[72267]:- أ، ث: ينصرف.
[72268]:- أ: بالالف، ث: فألف.
[72269]:- م: من بيان.
[72270]:- انظر إعراب النحاس 5/97.
[72271]:- ث: الصاحف. وانظر المقنع للداني: 24 وفيه عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال: "رأيت في مصحف عثمان بن عفان استُخْرِجَ لي من بعض خزائن الأمراء، ورأيت فيه أثر دمه، ثم ذكر أشياء وقال: وأما "سلاسلا" فرأيتها قد درست، يعني ألفها".
[72272]:- أ: الاصل. وانظر الكشف 2/353.
[72273]:- وهي قراءة نافع، وعاصم في رواية أبي بكر، والكسائي في السبعة: 663 وهي أيضا قراءة أبي جعفر في المبسوط: 454.
[72274]:- م: لا عن يحس كل ما (كذا).
[72275]:- انظر إعراب النحاس 5/97.
[72276]:- أ: ما.
[72277]:- م: وأغا إلا. وانظر المصدر السابق وإعراب ابن الأنباري 2/480.
[72278]:- الانسان: 15، 16 وسيأتي تفسيرها.
[72279]:- ث: صرف.
[72280]:- ث: بالألف. ولعله هو الأنسب لما بعده.
[72281]:- ث: وبغير.