ثم بين سبحانه ما أعد للكافرين فقال : { إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا } قرأ نافع والكسائي وأبو بكر عن عاصم وهشام عن ابن عامر { سلاسلا } بالتنوين ووقف قنبل عن ابن كثير وحمزة بغير ألف ، والباقون وقفوا بالألف ، ووجه من قرأ بالتنوين في سلاسل مع كونه صيغة منتهى الجموع أنه قصد بذلك التناسب لأن ما قبله وهو إما شاكرا وإما كفورا ، وما بعده وهو أغلالا وسعيرا منون أو على لغة من يصرف جميع ما لا يصرف كما حكاه الكسائي وغيره من الكوفيين عن بعض العرب .
قال الأخفش : سمعنا من العرب من يصرف كل ما لا ينصرف لأن الأصل في الأسماء الصرف وترك الصرف لعارض فيها ، وقال الفراء هو على لغة من يجر الأسماء كلها إلا قولهم هو أظرف منك فإنهم لا يجرونه ، وقيل إن التنوين لموافقة رسم المصاحف المكية والمدنية والكوفية فإنها فيها بالألف ، وقيل إن هذا التنوين بدل من حرف الإطلاق ويجري الوصل مجرى الوقف .
والسلاسل قد تقدم تفسيرها ، والخلاف فيها هل هي القيود أو ما يجعل في الأعناق كما في قول الشاعر :
والسلاسل جمع سلسلة أي يشدون ويسحبون بها في النار ، والأغلال جمع غل تغل به الأيدي على الأعناق ، وقد تقدم تفسير السعير وهي نار مهيجة يعذبون بها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.