فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ سَلَٰسِلَاْ وَأَغۡلَٰلٗا وَسَعِيرًا} (4)

ثم بين سبحانه ما أعد للكافرين فقال : { إنا أعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا } قرأ نافع والكسائي وأبو بكر عن عاصم وهشام عن ابن عامر { سلاسلا } بالتنوين ووقف قنبل عن ابن كثير وحمزة بغير ألف ، والباقون وقفوا بالألف ، ووجه من قرأ بالتنوين في سلاسل مع كونه صيغة منتهى الجموع أنه قصد بذلك التناسب لأن ما قبله وهو إما شاكرا وإما كفورا ، وما بعده وهو أغلالا وسعيرا منون أو على لغة من يصرف جميع ما لا يصرف كما حكاه الكسائي وغيره من الكوفيين عن بعض العرب .

قال الأخفش : سمعنا من العرب من يصرف كل ما لا ينصرف لأن الأصل في الأسماء الصرف وترك الصرف لعارض فيها ، وقال الفراء هو على لغة من يجر الأسماء كلها إلا قولهم هو أظرف منك فإنهم لا يجرونه ، وقيل إن التنوين لموافقة رسم المصاحف المكية والمدنية والكوفية فإنها فيها بالألف ، وقيل إن هذا التنوين بدل من حرف الإطلاق ويجري الوصل مجرى الوقف .

والسلاسل قد تقدم تفسيرها ، والخلاف فيها هل هي القيود أو ما يجعل في الأعناق كما في قول الشاعر :

ولكن أحاطت بالرقاب السلاسل

والسلاسل جمع سلسلة أي يشدون ويسحبون بها في النار ، والأغلال جمع غل تغل به الأيدي على الأعناق ، وقد تقدم تفسير السعير وهي نار مهيجة يعذبون بها .