تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ سَلَٰسِلَاْ وَأَغۡلَٰلٗا وَسَعِيرًا} (4)

الآية 4 : ثم بين ما أعد للكفور منهم ، وهو ما قال : { إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا } .

ثم قوله تعالى : { إنا هديناه السبيل } إن كان المراد منه الطريق فكأنه قال : إنا بينا كلا الطريقين ؛ فإن سلك طريق كذا ، واختاره ، فيكون [ شاكرا ، وإن سلك طريق كذا فيكون ]{[22863]} كفورا . ثم بين لكل طريق سلكه{[22864]} جزاء وثوابا .

ثم قوله عز وجل : { إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا } فيه إنباء أن أيديهم تغل ، ويشدون بالسلاسل ، فلا يتهيأ لهم أن يتقوا العذاب عن أوجههم .

ثم قرئ سلاسل{[22865]} لأنها غير منصرفة ، وقرئ سلاسلا ، وصرفوه بناء على أن الأسماء كلها منصرفة إلا[ نوعا واحدا ]{[22866]} وقال الزجاج : السلاسل لا تنصرف[ لأنها اسم ]{[22867]} لا فعل لها ، لكن صرفها ههنا لأنها من رؤوس الآيات .

وقيل : لأنه جعله رأس الآية .


[22863]:من م، ساقطة من الأصل.
[22864]:أدرج قبلها في الأصل و م: الذي.
[22865]:انظر معجم القراءات القرآنية ح 8/19.
[22866]:في الأصل و م: نوع واحد.
[22867]:في الأصل و م: لأنه.