إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ وَيَخَافُونَ يَوۡمٗا كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا} (7)

وقولُه تعالى : { يُوفُونَ بالنذر } استئنافٌ مسوقٌ لبيان ما لأجلِه رُزقُوا ما ذُكِرَ من النعيمِ مشتملٌ على نوع تفصيلٍ لما ينبئُ عنه اسمُ الأبرارِ إجمالاً كأنَّه قيلَ : ماذَا يفعلونَ حتَّى ينالُوا تلكَ الرتبةَ العاليةَ ؟ فقيلَ : يُوفون بما أَوجبُوه على أنفسِهم فكيفَ بما أوجبَهُ الله تعالَى عليهم { ويخافون يَوْماً كَانَ شَرُّهُ } عذابُه { مُسْتَطِيراً } فاشياً مُنتشراً في الأقطارِ غايةَ الانتشارِ ، من استطارَ الحريقُ والفجرُ وهُو أبلغُ من طارَ بمنزلة استنفرَ منْ نفرَ .