{ عاليهم ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ } قيلَ : عاليَهُم ظرفٌ على أنَّه خبرٌ مقدمٌ وثيابُ مبتدأٌ مؤخرٌ ، والجملةُ صفةٌ أُخرى لولدانٌ كأنَّه قيلَ : يطوفُ عليهم ولدانٌ فوقَهُم ثيابُ الخ ، وقيلَ : حالٌ من ضميرِ عليهم أو حسِبتَهم ، أي يطوفُ عليهم ولدانٌ عالياً للمطوف عليهم ثيابٌ الخ ، أو حسبتَهُم لؤلؤاً منثوراً عالياً لهم ثيابُ الخ . وقُرِئَ عاليهم بالرفعِ على أنَّه مبتدأٌ خبرُهُ ثيابُ أي ما يعلُوه من لباسِهم ثيابُ سندسٍ . وقُرِئَ خضرٍ بالجرِّ حملاً على سندسٍ بالمَعْنى لكونِه اسمَ جنسٍ { وَإِسْتَبْرَقٍ } بالرفعِ عطفاً على ثيابُ .
وقُرِئَ برفعِ الأولِ وجرِّ الثانِي ، وقُرئَ بالعكسِ ، وقُرِئَ بجرِّهِما ، وقُرئَ واستبرقَ بوصلِ الهمزةِ والفتحِ على أنه استفعلَ من البريقِ جُعل عَلَماً لهذا النوعِ من الثيابِ .
{ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ } عطفٌ على يطوفُ عليهم ولا ينافيهِ قولُه تعالى : { أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ } [ سورة الكهف ، الآية 31 . وسورة الحج ، الآية 23 . وسورة فاطر ، الآية 33 ] لإمكانِ الجمعِ والمعاقبةِ والتبعيضِ ، فإنَّ حُلِيَّ أهلِ الجنةِ يختلفُ حسبَ اختلافِ أعمالِهم فلعلَّه تعالَى يفيضُ عليهم جزاءً لما عملُوه بأيديهم حلياً وأنواراً تتفاوتُ تفاوتَ الذهبِ والفضةِ أو حالٌ من ضميرِ عاليَهم بإضمارِ قَدْ ، وعلى هذا يجوزُ أن يكونَ هذا للخدمِ وذاكَ للمخدومينَ .
{ وسقاهم رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً } هو نوعٌ آخرُ يفوقُ النوعينِ السالفينِ كما يرشدُ إليهِ إسنادُ سقيهِ إلى ربِّ العالمينَ ووصفُه بالطَّهوريةِ فإنَّه يطهرُ شاربَهُ عن دَنَسِ الميلِ إلى الملاذِّ الحسيةِ والركونِ إلى ما سِوى الحقِّ فيتجردُ لمطالعةِ جمالِه ملتذاً بلقائِه باقياً ببقائِه ، وهي الغايةُ القاصيةُ من منازلِ الصدِّيقينَ ولذلكَ خُتمَ بها مقالةُ ثوابِ الأبرارِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.