إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا} (6)

{ إِنَّ مَعَ العسر يُسْراً } تكريرٌ للتأكيدِ أو عدةٌ مستأنفةٌ بأنَّ العسرَ مشفوعٌ بيسرٍ آخرَ كثوابِ الآخرةِ كقولكَ : إنَّ للصائمِ فرحةً إن للصائم فرحةً ، أيَّ فرحة عندَ الإفطارِ وفرحةً عندَ لقاءِ الربِّ ، وعليهِ قولُه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ : «لَنْ يغلبَ عسرٌ يسرينِ »{[850]} فإنَّ المُعرَّفَ إذَا أعيدَ يكونُ الثاني عينَ الأولِ سواءً كانَ معهوداً أو جنساً ، وأما المنكرُ فيحتملُ أنْ يرادَ بالثانِي فردٌ مغايرٌ لمَا أريدَ بالأولِ .


[850]:أخرجه مالك في الموطأ في كتاب الجهاد حديث (6).