إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِينِ} (3)

{ وهذا البلد الأمين } أيْ الآمنِ من أمنَ الرجلُ أمانةً فهُو أمينٌ ، وهُوَ مكةُ شرَّفها الله تعَالَى ، وأمانتُها أنَّها تحفظُ من دخلَها كما يحفظُ الأمينُ ما يؤتمنُ عليهِ ، ويجوزُ أنْ يكونَ فعيلاً بمَعْنى مفعولٍ من أمنَهُ ، لأنَّه مأمونُ الغَوَائلِ كما وصفَ بالآمنِ في قولِه تعالَى : { حَرَماً آمِناً } [ سورة القصص ، الآية 57 . وسورة العنكبوت ، الآية 67 ] بمَعْنى ذِي أمنٍ ووجْهُ الإقسامِ بهاتيكَ البقاع المباركةِ المشحونةِ ببركاتِ الدُّنيا والدِّينِ غنيٌّ عن الشَّرحِ والتبيينِ .