الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قَالَ سَـَٔاوِيٓ إِلَىٰ جَبَلٖ يَعۡصِمُنِي مِنَ ٱلۡمَآءِۚ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلۡيَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ وَحَالَ بَيۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُغۡرَقِينَ} (43)

قال له ابنه : { سَآوِي } سأصير وأرجع { إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي } يمنعني { مِنَ الْمَآءِ } ومنه عصام القربة الذي [ يربط ] رأسها فيمنع الماء أن يسيل منها .

{ قَالَ } نوح { لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ } عذاب الله إلاّ من رحمناه ، وأنقذناه منه ، ومن في محل رفع ، وقيل : في محل النصب ومعناه لا معصوم اليوم من أمر الله إلاّ من رحمه الله ، كقوله تعالى

{ عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } [ الحاقة : 21 ] [ القارعة : 7 ] و { مَّآءٍ دَافِقٍ } [ الطارق : 6 ] قال الشاعر :

بطيء القيام رخيم الكلام *** أمسى فؤادي به فاتنا

أي مفتوناً .

{ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ } فصار { مِنَ الْمُغْرَقِينَ *