الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَٱسۡتَفۡتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٖ} (15)

وَاسْتَفْتَحُواْ } واستنصروا الله عليها .

قال ابن عباس ومقاتل : يعني الأُمم ، وذلك أنهم قالوا : اللهم إن كان هؤلاء الرسل صادقين فعذبنا ، نظيره قوله تعالى

{ ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } [ العنكبوت : 29 ] وقالوا

{ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ } [ الأنفال : 32 ]الآية .

وقال مجاهد وقتادة : يعني الرسل وذلك أنهم لما تبينوا من إيمان قومهم استنصروا عدوّهم ودعوا على قومهم بالعذاب .

بيانه قوله تعالى في قصة نوح ولوط وموسى { وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } .

مجاهد : معاند للحق ويجانبه .

وقال إبراهيم : الناكب عن الحق .

ابن عباس : المعرض .

وقتادة : العنيد الذي لا يقول لا إله إلاّ الله .

مقاتل : المستكبر .

ابن كيسان : الشامخ بالحق .

ابن زيد : المخالف للحق .

والعرب تقول : شر الإبل العنيد الذي يخرج من الطريق خيره ، المريد العاصي ، ويقال عند العرب إذا لم يرقا دمه .

وقال أهل المعاني : المعاند والعنيد هو المعارض لك بالخلاف وأصله من العند وهو الناحية .

قال الشاعر :

إذا نزلت فاجعلوني وسطا *** إني كبير لا أطيق العندا