الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱسۡتَفۡتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٖ} (15)

وقوله سبحانه : { واستفتحوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } [ إبراهيم : 15 ] . { واستفتحوا } : أي : طلبوا الحُكْم ، و«الفَتَّاح » الحاكم ، والمعنَى : أنَّ الرسل استفتحوا ، أيْ : سألوا اللَّه تبارَكَ وتعالَى إِنفاذَ الحُكْمِ بنصرهم .

وقيل : بلِ استفتح الكفَّارُ على نحو قولِ قريشٍ : { عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا } [ ص : 16 ] وعلى نحو قول أبي جَهْل يوم بَدْرٍ : اللَّهم ، أقطعنا للرَّحِمِ ، وإتيانا بمَا لاَ نَعْرِفُ ، فاحنه الغَدَاةَ ، وهذا قولُ ابنِ زيدٍ ، وقرأَتْ فرقةٌ : «واستفتحوا » بكسر التاء على معنى الأمر للرسُلِ ، وهي قراءَة ابن عبَّاس ومجاهدٍ وابن مُحَيْصِنٍ : { وَخَابَ } : معناه : خسر ولم ينجحْ ، وال{ جَبَّارٍ } : المتعظِّم في نفسه ، وال{ عَنِيدٍ } : الذي يعاند ولا يناقد .