محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱسۡتَفۡتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٖ} (15)

وقوله تعالى :

[ 15 ] { واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد 15 } .

{ واستفتحوا } أي : سألوا من الله الفتح على أعدائهم ، أو القضاء بينهم وبين أعدائهم . ن ( الفتاحة ) وهي الحكومة كقوله{[5138]} : { ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق } ؛ فالضمير للرسل ، وقيل : للكفرة ، وقيل : للفريقين : فإنهم سألوا أن ينصر المحق ويهلك المبطل . وقوله : { وخاب كل جبار عنيد } أي : فنصروا عند استفتاحهم وأفلحوا { وخاب كل جبار عنيد } وهم قومهم . أو استفتح الكفار على الرسل وخابوا ولم يفلحوا . وإنما قيل : { وخاب كل جبار عنيد } ذما لهم وتسجيلا عليهم بالتجبر والعناد . أو استفتحوا جميعا فنصر الرسل وأنجز لهم الوعد ، وخاب أعداؤهم . و ( الجبار ) المتكبر على طاعة الله تعالى وعبادته . و ( العنيد ) المعاند للحق ، كخليط بمعنى مخالط .


[5138]:[7 / الأعراف / 89].