تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱسۡتَفۡتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٖ} (15)

الآية 15 : وقوله تعالى{ واستفتحوا } يحتمل وجهين :

أحدهما : الاستنصار ؛ استنصروا الله على أعدائهم كقوله : { وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا } [ البقرة : 89 ] أي يستنصرون .

والثاني : { واستفتحوا } أي تحاكموا إلى الله في النصر للأحق منهم والأقرب إلى الحق كقوله : { ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق } الآية [ الأعراف : 89 ] وهو التحاكم إليه .

وقوله تعالى : { وخاب كل جبار عنيد } هو ما ذكرنا : تحاكموا إلى الله ، فنصر أولياءه وأهلك أعداءه على ما ذكر أن أبا جهل قال : اللهم دينك القديم ، وأياديك الحسنة ، أينا كان أحب إليك وأقرب من الحق فانصره ، فنصر المؤمنين ، وأهلك الأعداء .

وقوله تعالى : { وخاب كل جبار عنيد } أي متجبر على رسله وأولياءه . والعنيد قيل : المعرض المجانب عن الحق والطاعة . وقال بعضهم : الجبار القاتل على الغضب ، وهو ما ذكرنا .