الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ أَرۡضِي وَٰسِعَةٞ فَإِيَّـٰيَ فَٱعۡبُدُونِ} (56)

{ يعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ } بإرسال الياء عراقي غير عاصم ، سائرهم بفتحها { إِنَّ أَرْضِي } مفتوحة الياء ابن عامر ، غيره ساكنة { وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ } توحدون من غير طاعة مخلوق في معصيتي ، قال سعيد بن جبير : إذا عُمِل في أرض بالمعاصي ، فاهربوا فإنّ أرضي واسعة .

مجاهد : { إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ } فهاجروا وجاهدوا ، وقال مقاتل والكلبي : نزلت في المستضعفين المؤمنين الذين كانوا بمكة لا يقدرون على إظهار الإيمان وعبادة الرحمن ، يحثهم على الهجرة ويقول لهم : إنّ أرض المدينة واسعة آمنة . وقال مطرف بن عبد الله بن الشخير : { أَرْضِي وَاسِعَةٌ } أي رزقي لكم واسع ، أُخرج من الأرض ما يكون بها .

أخبرنا عبد الله بن حامد ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن شاذان ، قال : حدثنا جيغويه ابن محمد الترمذي ، قال : حدثنا صالح بن محمد ، عن سليمان ، عن عباد بن منصور الناجي ، عن الحسين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من فرّ بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبراً من الأرض استوجب الجنة وكان رفيق إبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم " .