الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيۡكُمۡ وَمَلَـٰٓئِكَتُهُۥ لِيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيمٗا} (43)

قوله : { هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ } بالرحمة . قال السدي : قالت بنو إسرائيل لموسى : أيصلّي ربُّنا ؟ فكبر هذا الكلام على موسى فأوحى الله إليه أنْ قُل لهم : إنّي أُصلّي ، وإنّ صلاتي رحمتي ، وقد وسعت رحمتي كلّ شيء .

وقيل : ( يصلّي ) يشيع لكم الذكر الجميل في عباده . وقال الأخفش : يبارك عليكم { وَمَلاَئِكَتُهُ } بالاستغفار والدعاء { لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً } .

قال أنس بن مالك : لمّا نزلت { إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ } [ الأحزاب : 56 ] الآية ، قال أبو بكر : ما خصّك الله بشرف إلاّ وقد أشركتنا فيه ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .