فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيۡكُمۡ وَمَلَـٰٓئِكَتُهُۥ لِيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيمٗا} (43)

{ وهو الذي يصلي عليكم } الصلاة من الله تعالى : الرحمة والبركة ، والثناء على عبده المؤمن ، وذكره في الملأ الأعلى ، ومن الملائكة الاستغفار ، كما بينته آية كريمة : ) . . ويستغفرون للذين آمنوا . . ( {[3646]} .

{ ليخرجكم من الظلمات إلى النور } بهدايته ورحمته كره إليكم الكفر والفسوق ، وحبب إليكم الإيمان والرشد ، فتركتم ظلمات المعاصي إلى نور الصلاح والطاعة ، { وكان بالمؤمنين رحيما } ورحمته الواسعة لا تنفك عن المؤمنين دنيا وآخرة ، فإنه سبحانه كان وما يزال بالغ الرحمة ، وهو أرحم الراحمين ، وفي يوم الفزع الأكبر ، يوم الحاقة والطامة والصاخة والقارعة ويوم الحسرة ، يحييهم ربهم بالسلام ، وتحييهم ملائكته بالسلام ، ويدخلهم الجنة دار السلام ، -وأحرى الأقوال بالقبول عندي أن الله تعالى يسلم عليهم يوم يلقونه إكراما لهم وتعظيما-{[3647]} ، وهيأ لهم ثوابا جزيلا ، ونعيما جليلا جميلا .


[3646]:سورة غافر. من الآية 7.
[3647]:ما بين العارضتين من روح المعاني.