بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيۡكُمۡ وَمَلَـٰٓئِكَتُهُۥ لِيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيمٗا} (43)

ثم قال عز وجل : { هُوَ الذي يُصَلّى عَلَيْكُمْ } يقول : هو الذي يرحمكم ويغفر لكم { وملائكته } أي : يأمر الملائكة عليهم السلام بالاستغفار لكم { لِيُخْرِجَكُمْ مّنَ الظلمات إِلَى النور } يعني : أخرجكم من الكفر إلى الإيمان ووفّقكم لذلك . اللفظ لفظ المستأنف ، والمراد به الماضي يعني : أخرجكم من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان ، ونّور قلوبكم بالمعرفة . ويقال : معناه ليثبتكم على الإيمان ويمنعكم عن الكفر . ويقال : { لِيُخْرِجَكُمْ مّنَ الظلمات } يعني : من المعاصي إلى نور التوبة ، والطهارة من الذنوب . ويقال : من ظلمات القبر إلى نور المحشر . ويقال : من ظلمات الصراط إلى نور الجنة . ويقال : من ظلمات الشبهات إلى نور البرهان والحجة .

ثم قال : { وَكَانَ بالمؤمنين رَحِيماً } يعني : بالمصدقين الموحدين { رَّحِيماً } يرحم عليهم .