الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيۡكُمۡ وَمَلَـٰٓئِكَتُهُۥ لِيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيمٗا} (43)

قوله : { وَمَلاَئِكَتُهُ } : إمَّا عطفٌ على فاعل " يُصَلِّي " وأغنى الفصلُ بالجارِّ عن التأكيد بالضمير . وهذا عند مَنْ يرى الاشتراكَ أو القَدْرَ المشترك أو المجازَ ، لأنَّ صلاةَ الله تعالى غيرُ صلاتِهم ، وإمَّا مبتدأٌ وخبرُه محذوفٌ أي : وملائكتُه يُصَلُّون . وهذا عند مَنْ يرى شيئاً ممَّا تقدَّم جائزاً إلاَّ أن فيه بحثاً : وهو أنهم نَصُّوا على أنه إذا اختلفَ مَدْلولا الخبرَيْن فلا يجوزُ حَذْفُ أحدِهما لدلالةِ الآخرِ عليه ، وإن كان بلفظٍ واحدٍ فلا تقول : " زيد ضاربٌ وعمروٌ " يعني : وعمروٌ ضاربٌ في الأرض أي : مسافرٌ .