تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيۡكُمۡ وَمَلَـٰٓئِكَتُهُۥ لِيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيمٗا} (43)

الآية 43 وقوله تعالى : { هو الذي يصلي عليكم وملائكته } أما صلاة الله ، فهي( {[16720]} ) الرحمة والمغفرة ، وصلاة الملائكة الاستغفار وطلب العصمة والنجاة كقوله : { ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما } الآية [ غافر : 7 ] وقوله : { ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم } الآية [ غافر : 8 ] وقوله : { ويستغفرون لمن في الأرض } [ الشورى : 5 ] .

جائز أن يكون [ الاستغفار للمؤمنين ]( {[16721]} ) خاصة ، وجائز أن يكون للكل : الكافر والمؤمن( {[16722]} ) ، فإن كان هذا فيكون استغفارهم طلب الأسباب التي بها يستوجبون المغفرة ، وهو الهدى ، كقول هود : { ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه } [ هود : 52 ] وقول نوح : { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا } [ نوح : 10 ] لا يحتمل أن يستغفروا ، وهم كفار ، ولكن يطلبون منه التوبة عن الكفر ، ليستوجبوا( {[16723]} ) المغفرة .

وكذلك استغفار إبراهيم لأبيه ، لا يحتمل أن يستغفر له ، وهو كافر ، ولكن كان يطلب له من الله أن يجعله بحيث يستوجب المغفرة والرحمة ، وهو الهدى ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { ليخرجكم من الظلمات إلى النور } قال بعضهم : رحمهم حين( {[16724]} ) أخرجهم من أصلاب آبائهم قرنا فقرنا إلى أن بلغوا ، وجائز إخراجه إياهم من ظلمات الكفر إلى نور الهدى بدعاء الملائكة واستغفارهم لهم { وكان بالمؤمنين رحيما } لم يزل الله بالمؤمنين رحيما .


[16720]:الفاء ساقطة من الأصل وم.
[16721]:في الأصل وم: المؤمنين.
[16722]:في الأصل وم: أو المؤمن.
[16723]:من م، في الأصل: يستوجبون.
[16724]:في الأصل وم: حيث.