ثم قال عز وجل : { وَمَا علّمناه الشعر } جواباً لقولهم إنه شاعر يعني : أرسلنا إليه القرآن ، ولم نرسل إليه الشعر { وَمَا يَنبَغِي لَهُ } يعني : لم يكن أهلاً لذلك . وقال : ما يسهل له ، وما يحضره الشعر { إن هو إلا ذكر } يعني : القرآن عظة لكم { وقرآن مبين } يعني : يبين الحق من الضلالة . وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة أنه قال : سألت عائشة رضي الله عنها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر ؟ قالت كان أبغض الحديث إليه الشعر ، ولم يتمثل بشيء من الشعر ، إلا ببيت أخي بني قيس بن طرفة :
سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْت جَاهِلا *** وَيَأْتِيكَ بِالأخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ ، مَنْ لَمْ تُزَوِّدْ بِالأَخْبَارِ » . فقال أبو بكر : ليس هكذا يا رسول الله . فقال : «لَسْتُ بِشَاعِرٍ وَلا يَنْبَغِي لِي أنْ أَتَكَلَّمَ بِالشِّعْر » . فإن قيل : روي عنه أنه كان يتكلم بالشعر لأنه ذكر أنه قال :
أنَا النَّبِيُّ لا كَذِب *** أنَا ابْنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ
وذكر أنه عثر يوماً فدميت أصبعه فقال :
هَلْ أنْتِ إلاَّ إصْبَعٌ دَمِيت *** وِفِي كِتَابِ الله مَا لَقِيت
بِسْمِ الإله وَبِهِ هُدِينَار *** وَلَوْ عَبَدْنَا غَيْرَهُ شقِينَا
قيل له : هذه كلمات تكلم بها فصارت موافقة للشعر ، وليست بشعر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.