الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلَا تُجَٰدِلۡ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخۡتَانُونَ أَنفُسَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمٗا} (107)

{ وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ } يعني يظلمون أنفسهم بالخيانة والسرقة ويرمي بها اليهودي { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً } يعني خائناً في الدرع { أَثِيماً } في رميه اليهودي وقوله { وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً } . قد قيل فيه : إن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره ، كقوله

{ فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ } [ يونس : 94 ] والنبي لايشك ممّا أنزل الله ، فإن قيل : قد أمر بالاستغفار [ قلنا ] هو لا يوجب وجود الذنب ولا يجب أن يستغفر كما أمر في سورة الفتح بالاستغفار من غير ذنب مقدم .

واعلم أن الاستغفار في جميع الأنبياء يعد وجوه منها ثلاثة أوجه : يكون لذنبه مقدم مثل النبوة ويكون لذنب أمته وقرابته ويكون لترك المباح قبل ورود الحضر ، ومعناه بالسمع والطاعة لما أمرت به ونهيت عنه وحملت التوفيق عليه