الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَا تُجَٰدِلۡ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخۡتَانُونَ أَنفُسَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمٗا} (107)

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم } قال : اختان رجل من الأنصار عما له درعا فقذف بها يهوديا كان يغشاهم ، فجادل الرجل قومه ، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم عذره ثم لحق بدار الشرك ، فنزلت فيه ( ومن يشاقق الرسول . . . ) ( النساء الآية 114 ) الآية .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : إياكم والرأي ، فإن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم { لتحكم بين الناس بما أراك الله } ولم يقل بما رأيت .

وأخرج ابن المنذر عن عمرو بن دينار . أن رجلا قال لعمر { بما أراك الله } قال : مه ، إنما هذه للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية العوفي { لتحكم بين الناس بما أراك الله } قال : الذي أراه في كتابه .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مالك بن أنس عن ربيعة قال : إن الله أنزل القرآن وترك فيه موضعا للسنة ، وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم السنة وترك فيها موضعا للرأي .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن وهب قال : قال لي مالك : الحكم الذي يحكم به بين الناس على وجهين ، فالذي يحكم بالقرآن والسنة الماضية فذلك الحكم الواجب والصواب ، والحكم يجتهد فيه العالم نفسه فيما لم يأت فيه شيء فلعله أن يوفق . قال : وثالث التكلف لما لا يعلم ، فما أشبه ذلك أن لا يوفق .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { لتحكم بين الناس بما أراك الله } قال : بما بين الله لك .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مطر { لتحكم بين الناس بما أراك الله } قال : بالبينات والشهود .