ثم قال لمحمد { وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ } بالنبوة { وَرَحْمَتُهُ } نصرك بالوحي { لَهَمَّت } يقول لقد همّت يعني أضمرت { طَّآئِفَةٌ } يعني جماعة { مِّنْهُمْ } يعني طعمة { أَن يُضِلُّوكَ } أي يخطؤك { وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ } يقول ومايخطؤن إلاّ أنفسهم { وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ } وكان ضره على من شهد بغير حق { وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } يعني القرآن والحكمة يعني القضاء بالوحي { وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ } قبل الوحي { وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ } منّ الله عليك { عَظِيماً } بالنبوة .
هذا قول الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس .
جويبر عن الضحاك عن ابن عباس ، ثم قال : { وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ } يعني به الإسلام والقرآن { لَهَمَّتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ } يعني من ثقيف { أَن يُضِلُّوكَ } وذلك أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد قد جئناك نبايعك على أن لا حشر ولا بعث ولا نكسر أصناماً بأيدينا على أن تمتّعنا بالعزّى سنة ، فلم يجبهم إلى ذلك وعصمه الله بمنّه وأخبره بنعمته عليه انّه في حفظه وكلاءته فلا يخلص إليه أمر يكرهه ، فقال { وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ } يعني وفد ثقيف { وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ } يعني لايستطيعون أن يزيلوا عنك النبوة وقد جعلك الله لها أهلاً ثم قال { وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } يعني الاحكام وعلمك مالم تكن تعلم من الشرائع وكان فضل الله أي منّ الله عليك بالإيمان عظيماً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.