الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَٱعۡتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخۡلَصُواْ دِينَهُمۡ لِلَّهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَسَوۡفَ يُؤۡتِ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (146)

{ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ } من النفاق { وَأَصْلَحُواْ } عملهم { وَاعْتَصَمُواْ بِاللَّهِ } أي وثقوا بالله { فَأُوْلَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ } على دينهم . قال الفراء : مع المؤمنين تفسيره من المؤمنين . قال القتيبي : حاد عن كلامهم غيظاً عليهم فقال ( فأولئك مع المؤمنين ) ، ولم يقل فأولئك هم المؤمنون { وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ } في الآخرة { أَجْراً عَظِيماً } وهي الجنة وإنما حذفت الياء من : يؤتي في الخط كما حذف في اللفظ لأن الياء سقطت من اللفظ لسكونها وسكون اللام في الله وكذلك قوله

{ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ } [ ق : 41 ] حذفت الياء في ( الخط ) لهذه العلة وكذلك

{ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ } [ العلق : 18 ]

{ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ } [ القمر : 6 ] قالوا : والياء هذه حذفت لالتقاء الساكنين .

وأما قوله

{ مَا كُنَّا نَبْغِ } [ الكهف : 64 ] حذفت لأن الكسرة دلت على الياء فحذفت لثقل الياء ، وقد قيل حذفت الياء من المناد والدّاع لأنك تقول : داع ومناد حذفت اللام بها كما حذفت قبل دخول الألف واللام .

وأما قوله تعالى

{ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ } [ الفجر : 4 ] فحذفت الياء لأنها مابين آية ورؤس الآية يجوز فيها الحذف