والخطاب لكل من يصلح له أو للنبي صلى الله عليه وسلم { إلا الذين تابوا } من النفاق { وأصلحوا } ما أفسدوا من أحوالهم وأعمالهم { واعتصموا بالله } أي تمسكوا بعهده ووثقوا به ، والاعتصام به التمسك به والوثوق بوعده { وأخلصوا دينهم لله } أي جعلوه خالصا له غير مشوب بطاعة غيره ، فهذه الأمور الأربعة إذا حصلت فقد كمل الإيمان وذلك قوله{[562]} .
{ فأولئك } الذين اتصفوا بالصفات السابقة الأربعة والإشارة بما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد المنزلة وعلو الطبقة { مع المؤمنين } فيما يؤتونه ، قال الفراء : أي المؤمنين يعني الذين لم يصدر منهم نفاق أصلا .
قال القتيبي : حاد عن كلامهم غضبا عليهم فقال أولئك مع المؤمنين ولم يقل هم المؤمنون انتهى ، والظاهر أن معنى { مع } معتبر هنا أي فأولئك مصاحبون للمؤمنين في أحكام الدنيا والآخرة ثم بين ما أعد الله للمؤمنين الذين هؤلاء معهم فقال :
{ وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما } في الآخرة وحذفت الياء من { يؤتى } في الخط كما حذفت في اللفظ لسكونها وسكون اللام بعدها ، ومثله { يوم يدع الداع ، وسندع الزبانية ، ويوم يناد المناد } ونحوها فإن الحذف في الجميع لالتقاء الساكنين ، فجاء الرسم تابعا للفظ ، والقراء يقفون عليه دون ياء إتباعا للخط الكريم إلا يعقوب والكسائي وحمزة فإنهم يقفون بالياء نظرا إلى الأصل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.