الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَٱعۡتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخۡلَصُواْ دِينَهُمۡ لِلَّهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَسَوۡفَ يُؤۡتِ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (146)

استثنى عَزَّ وجلَّ التائِبِينَ مِنَ المنافقين ، ومِنْ شروط التائِبِ ، أنْ يُصْلِحَ في قَوْلِهِ وفِعْلِهِ ، ويعتصمَ باللَّه ، أيْ : يجعلَهُ مَنَعَتَهُ ، وملْجَأَه ، ويُخْلِصَ دينَهُ للَّه تعالى ، وإلاَّ فليس بتائِب ، وقوله : { فأولئك مَعَ المؤمنين } ، أي : في رحمة اللَّه سبحانه ، وفي منازلِ الجَنَّة ، ثم وَعَدَ سبحانه المُؤْمِنينَ الأجْرَ العظيمَ ، وهو التخليدُ في الجَنَّة .

وقال ( ص ) : { فأولئك } خبره مُضْمَر ، والتقدير : فأولئك مؤمِنُونَ مع المؤمنين ، قاله أبو البَقَاء ، انتهى .