الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا} (142)

{ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ } قد مرّ تفسيره .

{ وَهُوَ خَادِعُهُمْ } أي يجازيهم جزاء خداعهم ، وذلك أنهم على الصراط يعطون نوراً كما يعطي المؤمنين ، فإذا مضوا على الصراط [ يسلبهم ذلك النور ] ويبقى المؤمنون ينظرون بنورهم فينادون المؤمنين

{ انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ } [ الحديد : 13 ] فيناديهم الملائكة على الصراط

{ ارْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ فَالْتَمِسُواْ نُوراً } [ الحديد : 13 ] وقد علموا أنهم لايستطيعون الرجوع [ فيشفق ] المؤمنون حينئذ من نورهم أن يطفىء فيقولون :

{ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَآ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [ التحريم : 8 ] { وَإِذَا قَامُوا } يعني [ تهيّأوا ] { قَامُواْ كُسَالَى } يعني متثاقلين ، يعني لايريدون بها [ وجه ] الله فإن رآهم أحد صلّوا وإلاّ انصرفوا ولم يصلّوا { يُرَآءُونَ النَّاسَ } يعني المؤمنين بالصلاة { وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً } ابن عباس والحسن : إنما قال ذلك لأنهم يصلونها رياء وسمعة ولو كانوا يريدون بذلك وجه الله عز وجل لكان ذلك كثيراً .

قتادة : إنما قلّ ذكر المنافقين لأن الله عز وجل لم يقبله وكما ذكر الله قليل وكلما قبل الله كثير