بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَٱعۡتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخۡلَصُواْ دِينَهُمۡ لِلَّهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ مَعَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۖ وَسَوۡفَ يُؤۡتِ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (146)

ثم قال تعالى : { إِلاَّ الذين تَابُواْ } من النفاق { وَأَصْلَحُواْ } أعمالهم { واعتصموا بالله } أي تمسكوا بدين الله وبتوحيده { وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ } أي بتوحيدهم لله بالإخلاص ، فإن فعلوا ذلك { فَأُوْلَئِكَ مَعَ المؤمنين } أي المصدقين على دينهم لهم ، ما للمسلمين وعليهم ما عليهم . ثم قال : { وَسَوْفَ يُؤْتِ الله المؤمنين } أي يعطي الله المؤمنين { أَجْراً عَظِيماً } يعني ثواباً عظيماً في الآخرة . وفي هذه الآية دليل أن المنافقين هم شر خلق الله ، لأنه أوعدهم الدرك الأسفل من النار . ثم استثنى لهم أربعة أشياء التوبة والإخلاص والإصلاح والاعتصام . ثم قال بعد هذا كله : { فَأُوْلَئِكَ مَعَ المؤمنين } ولم يقل هم المؤمنون . ثم قال : { وَسَوْفَ يُؤْتِ الله المؤمنين } ولم يقل : سوف يؤتيهم الله بغضاً لهم وإعراضاً عنهم ، والمنافقون هم الزنادقة والقرامطة الذين هم بين المؤمنين ، يظهرون من أنفسهم الإسلام وإذا اجتمعوا فيما بينهم يسخرون بالإسلام وأهله ، فهم من أهل هذه الآية ومأواهم الهاوية .