الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمۡ لِمَ شَهِدتُّمۡ عَلَيۡنَاۖ قَالُوٓاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَنطَقَ كُلَّ شَيۡءٖۚ وَهُوَ خَلَقَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (21)

{ وَقَالُواْ } يعني الكفّار الّذين يحشرون إلى النّار . { لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُواْ أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ } حدثنا عقيل بن محمّد : إنّ أبا الفرج البغدادي القاضي أخبرهم عن محمّد بن جرير ، حدثنا أحمد بن حازم الغفاري ، أخبرنا علي بن قادم الفزاري ، أخبرنا شريك ، عن عبيد المكيت ، عن الشعبي ، عن أنس ، قال : ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم حتّى بدت نواجذه ، ثمّ قال : " ألاّ تسألوني مِمَّ ضحكت " .

قالوا : مم ضحكت يارسول الله ؟

قال : " عجبت من مجادلة العبد ربّه يوم القيامة ، قال : يقول يا ربّ أليس وعدتني أن لا تظلمني ؟ قال : فإنّ لك ذاك . قال : فإنّي لا أقبل عليّ شاهداً ، إلاّ من نفسي . قال : أوَ ليس كفى بيّ شهيداً ، وبالملائكة الكرام الكاتبين ؟ قال : فيختم على فيه وتتكلم أركانه بما كان يعمل " .

قال : " فيقول لهنّ بُعداً لَكُنّ وسحقاً عنكنّ كنت أجادل " .

قال الله تعالى : { وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }