الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمۡ لِمَ شَهِدتُّمۡ عَلَيۡنَاۖ قَالُوٓاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَنطَقَ كُلَّ شَيۡءٖۚ وَهُوَ خَلَقَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (21)

ثم قال تعالى : { وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا } ( أي{[60244]} : وقال المشركون للجلود لما أنطقها الله بالشهادة عليهم لم شهدتم علينا ){[60245]} فأجابتهم .

{ أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء } فنطقنا .

روى أنس بن النبي صلى الله عليه وسلم ضحك ذات يوم حتى بدت نواجذه ، ثم قال : " ألا تسألوني مم{[60246]} ضحكت " ؟ قالوا : مم{[60247]} ضحكت{[60248]} يا رسول الله{[60249]} ؟ قال : " عجبت من مجادلة العبد ربه سبحانه يوم القيامة . قال : يقول : أي رب ، أليس وعدتني ألا تظلمني ؟ ! قال : فإن ( ذلك لك ){[60250]} قال : فإني لا أقبل علي شاهدا إلا من نفسي . قال : أوليس كفى{[60251]} بي شهيدا وبالملائكة الكرام الكاتبين ! قال : فيختم على فيه{[60252]} وتتكلم{[60253]} أركانه بما كان يعمل . قال : فيقول لهم بعدا وسحقا ، عنكم{[60254]} كنت أجادل " {[60255]} .

وروى حكيم بن معاوية{[60256]} عن أبيه أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ){[60257]} قال : وأشار بيده إلى الشام فقال : ( من ( هاهنا ){[60258]} يحشرون / ركبانا ومشاتا{[60259]} وعلى{[60260]} وجوههم يوم القيامة ، على أفواههم الفدام{[60261]} . توفون سبعين{[60262]} أمة أنتم آخرها وأكرمها على الله ، وإن أول ( ما يعترف من أحدهم ){[60263]} فخذه ){[60264]} .

وعن عقبة بن عامر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " أول عظم يتكلم من الإنسان ( يوم يختم على الأفواه : فخذه من رجل الشمال " {[60265]} ، وفي حديث آخر{[60266]} ){[60267]} " فخذه وكفه " {[60268]} .

ثم قال : " { وهو خلقكم أول مرة } ، أي خلق الخلق الأول ولم يكونوا شيئا .

{ وإليه ترجعون } ، أي : تردون بعد مماتكم .


[60244]:فوق السطر في (ت).
[60245]:ساقط من (ح).
[60246]:(ح): ممن.
[60247]:(ح): ممن.
[60248]:ساقط من (ح).
[60249]:(ح): يا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[60250]:(ح): لك ذلك.
[60251]:(ح): كفا.
[60252]:(ت): ما فيه.
[60253]:(ت): ويتكلم.
[60254]:(ت): عنكن.
[60255]:أخرجه الحاكم في مستدركه 4/61. وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ورمز الذهبي في التلخيص أن مسلم أخرجه 4/601. وأخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان 24/63. كلهم عن أنس بن مالك بمعناه.
[60256]:هو حكيم بن معاوية بن حيدة القشري. قال العجلي: ثقة، وقال النسائي: ليس به بأس وذكره ابن حبان في الثقات. وقطع ابن حجر بأنه تابعي. انظر: تهذيب التهذيب ت 783.
[60257]:(ح): صلى الله عليه وسلم.
[60258]:(ح): هنا إلى ها هنا.
[60259]:كذا في (ت) و(ح): ومشاتا، ولعل الصواب: (ومشاة).
[60260]:(ح): على.
[60261]:(ت) و(ح): الفرام. والتصويب من مصادر تخريج هذا الحديث. وقد جاء في مختار الصحاح 494: (الفدام – بالكسر – ما يوضع في فم الإبريق ليصفى به قافية) والمراد به في الحديث أنهم يمنعون من الكلام بأفواههم لتنوب عنها جوارحهم. انظر: النهاية في غريب الحديث 204/3 (مادة: فدم).
[60262]:ساقط من (ت)، وفي (ح): سبعون.
[60263]:(ت): (ما يعرف من أحدكم). ومن فوق السطر.
[60264]:أخرجه الحاكم في مستدركه 2/440، وسكت عنه، وأخرجه أحمد 5/3 و5، و4/447، والنسائي في تفسيره 2/260 وابن جرير في جامع البيان 24/69، والطيالسي في مسنده ح 2566، لهم عن حكيم بن معاوية بمعنى الحديث، إلا الطيالسي فإنه أخرجه عن أبي هريرة بمعناه.
[60265]:أخرجه ابن جرير في جامع البيان 24/69، وأحمد 4/151.
[60266]:فوق السطر في (ت).
[60267]:ساقط من (ح).
[60268]:أخرجه أحمد في مسنده 5/5 عن معاوية بن حيدة بمعناه، والحاكم 2/440 عن حكيم بن حيدة عن أبيه بمعناه. وقال: صح ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في التلخيص 2/440.