مكية ، وهي ألف وأربعمائة وخمسة أحرف ، وثلاثمائة وستون كلمة ، واثنتان وستون آية .
أخبرني أبو الحسن بن القاسم بن أحمد بقراءتي عليه ، قال : حدّثنا أبو محمد عبدالله بن أحمد بن جعفر ، قال : أخبرنا أبو عمرو الحيري وعمر بن عبدالله البصري ، قالا : حدّثنا محمد ابن عبدالوهاب قال : حدّثنا أحمد بن عبدالله بن يونس قال : حدّثنا سلام بن سليم قال : حدّثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامه عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( من قرأ سورة النجم أُعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدّق بمحمد ومن جحد به ) .
{ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى } قال ابن عباس في رواية الوالبي والعوفي ومجاهد برواية ابن أبي نجيح : يعني والثريّا إذا سقطت وغابت ، والعرب تسمّي الثريّا نجماً ، وإن كانت في العدد نجوماً .
قال أبو بكر محمد بن الحسن الدربندي : هي سبعة أنجم ، ستة منها ظاهرة ، وواحد منها خفي ، يختبر الناس به أبصارهم ، ومنه قول العرب إذا طلع النجم عشاءً : ابتغى الراعي كساءً وعن مجاهد أيضاً : يعني نجوم السماء كلها حتى تغرب ، لفظه واحد ومعناه الجمع ، كقول الراعي :
فباتت تعدّ النجم في مستحيره *** سريع بأيدي الآكلين جمودها
وسمّي الكوكب نجماً لطلوعه ، وكلّ طالع نجم ، ويقال : نجمَ السر والقرب والندب إذا طلع .
وروى عكرمة عن ابن عباس أنّه الرجم من النجوم ، يعني ما يرمى به الشياطين عند استراقهم السمع ، وقال الضحاك : يعني القرآن إذا نزل ثلاث آيات وأربع وسورة ، وكان بين أوله وآخره ثلاث وعشرون سنة ، وهي رواية الأعمش عن مجاهد وحيان عن الكلبي ، والعرب تسمّي التفريق تنجيماً والمفرق نجوماً ومنه نجوم الدَّيْن .
وأخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا محمد بن خلف قال : حدّثنا إسحاق بن محمد قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا إبراهيم بن عيسى قال : حدّثنا علي بن علي قال : حدّثني أبو حمزة الثمالي { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى } قال : يقال : هي النجوم إذا انتثرت يوم القيامة ، وقال الأخفش هي النبت ، ومنه قوله :
{ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ } [ الرحمن : 6 ] وهويّه : سقوطه على الأرض ، لأنه ما ليس له ساق ، وقال جعفر الصادق : يعني محمداً صلى الله عليه وسلم إذا نزل من السماء ليلة المعراج .
فالهويّ : النزول والسقوط ، يقال : هوى يهوى هويّاً : مضى يمضي مضيّاً ، قال زهير :
يشج بها الأماعز وهي تهوي *** هوي الدلو أسلمها الرشاء
وروى عروة بن الزبير عن رجال من أهل بيته قالوا : " كانت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند عتبة بن أبي لهب فأراد الخروج إلى الشام فقال : الأبتر محمد فلأوذينّه في ابنته فأتاه فقال : يا محمد هو يكفر بالنجم إذا هوى وبالذي دنا فتدلى ، ثم تفل في وجهه ورد عليه ابنته وطلّقها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم سلّط عليه كلباً من كلابك " قال : وأبو طالب حاضر فوجم لها وقال : ما كان أغناك يا ابن أخي عن هذه الدعوة .
فرجع عتبة إلى أبيه فأخبره بذلك ثم خرجوا إلى الشام ، فنزلوا منزلا فأشرف عليهم راهب من الدير فقال لهم : هذه أرض مسبعة ، فقال أبو لهب لأصحابه : أعينونا يا معشر قريش هذه الليلة فإني أخاف على ابني دعوة محمد ، فجمعوا أحمالهم وفرشوا لعتبة في أعلاها وناموا حوله ، فجاء الأسد فجعل يتشمم وجوههم ثم ثنى ذنبه فوثب وضرب عتبة بيده ضربة ، وأخذه فخدشه ، فقال : قتلني ومات مكانه "
سائل بني الأصغر إنْ جئتهم *** ما كان أنباءُ أبي واسع
لا وسّع الله له قبره *** بل ضيّق الله على القاطع
رمى رسول الله من بينهم *** دون قريش رمية القاذع
واستوجب الدعوة منه بما *** بُيّن للنّاظر والسامع
فسلّط الله به كلبه *** يمشي الهوينا مشية الخادع
حتى أتاه وسط أصحابه *** وفد عليهم سمة الهاجع
فالتقم الرأس بيافوخه *** والنحر منه قفرة الجائع
ثم علا بعدُ بأسنانه *** منعفراً وسط دم ناقع
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.