الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ وَإِنَّهُۥ لَفِسۡقٞۗ وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِهِمۡ لِيُجَٰدِلُوكُمۡۖ وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ} (121)

{ وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ } فاقد [ التسمية ] ولم يدرك ذكاته أو ذبح لغير اللّه { وَإِنَّهُ } يعني الأكل { لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ } ليوسوسون { إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ } من المشركين . وذلك " إن المشركين قالوا : يا محمد أخبرنا عن الشاة إذا ماتت من قتلها ؟ قال : اللّه قتلها . قالوا : فتزعم إن ما قتلت أنت وأصحابك حلال وما قتل الصقر والكلب حلال وما قتله اللّه حرام ؟ فأنزل اللّه عز وجل هذه الآية " .

وقال عكرمة : معناه ولي الشياطين يعني مردة المجوس ليوحون إلى أوليائهم من مشركي قريش وكانوا أولياءهم في الجاهلية وذلك أن المجوس من أهل فارس لما أنزل اللّه تعالى تحريم الميتة كتبوا إلى مشركي قريش وكانت بينهم مكاتبة إن محمداً وأصحابه يزعمون إنهم يتبعون أمر اللّه ثم يزعمون إن ما ذبحوا فهو حلال ، وما ذبحه اللّه فهو حرام ولا يأكلونه ، فوقع في أنفس ناس من المسلمين من ذلك شيء فأنزل اللّه تعالى هذه الآية { وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ } في أكل الميتة { إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } قوله تعالى{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ }