{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ } هو ألف الإستفهام والتقدير دخلت على واو النسق فبقيت على فتحها يعني أومن كان كافراً ميتاً بالضلالة فهديناه واجتبيناه بالإيمان { وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً } يستضيء به و { يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ } على قصد السبيل ومنهج الطريق .
قال ابن زيد : يعني بهذا النور الإسلام نيابة قوله
{ يُخْرِجُهُمْ مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } [ البقرة : 257 ] .
وقال قتادة : هذا المؤمن معه من الله نوراً وبينة يعمل بها ويأخذ وإليها ينتهي كتاب الله { كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ } .
قال بعضهم : المثل زائد تقديره كمن في الظلمات .
وقال بعضهم : معناه كن أو شبه بشيء كان يشبهه من في الظلمات من ظلمة الكفر والجهل والضلالة والمسير .
{ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا } لا يبصر شيئاً ولا يعرف طريقاً كالذي ضل طريقه في ظلمة الليل فهو لا يجد مخرجاً ولا يهتدي طريقاً .
وقيل : إن هذه الآية نزلت في رجلين بأعيانهما ، ثم اختلفوا فيهما .
فقال ابن عباس : أومن كان [ ميتاً ] فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس . يريد حمزة بن عبد المطلب كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها . أبو جهل ، وذلك إن أبا جهل رمى النبي صلى الله عليه وسلم بالحجارة وحمزة لم يؤمن بعد فأخبر حمزة بما فعل أبو جهل وهو راجع من قنصه وبيده قوس ، فأقبل غضبان حتى علا أبا جهل بالقوس وهو يتضرع كعبد مسكين يقول : يا أبا يعلى أما ترى ما جاء به سفّه عقولنا وسبّ آلهتنا وخالف أبانا .
فقال حمزة : ومن أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون اللّه ، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله فأنزل اللّه تعالى هذه الآية .
وقال الضحاك [ ويمان ] : نزلت في عمر بن الخطاب وأبي جهل .
قال عكرمة والكلبي : نزلت في عمار بن ياسر وأبي جهل .
{ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } من الكفر والمعصية
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.