مدنية ، وهي إثنتا عشرة آية ومائتانوسبعة وأربعون كلمة ، وألف وستون حرفاً
أخبرني ابن المقرئ ، أخبرنا ابن مطر ، حدّثنا ابن شويك ، حدّثنا ابن يونس ، حدّثنا سلام ابن سليم ، حدّثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أُمامه الباهلي عن أُبي بن كعب قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وسلم ) ( من قرأ سورة ) يا أيها النبي لِمَ تحرم ما أحل اللّهُ لك ( أعطاهُ اللّه توبة نصوحاً ) .
{ يأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } وذلك " أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان إذا صلّى الغداة دخل على نسائهِ امرأة امرأة ، وكان أهديت لحفصة بنت عمر عكّة عسل ، فكان إذا دخل عليها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مُسلِّماً حبستهُ وسقته منها ، وإنّ عائشة أنكرت احتباسهُ عندها ؛ فقالت لجويرية عندها حبشية يقال لها : حصن : إذا دخل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على حفصة فادخلي عليها وانظري ماذا يصنع ، فأخبرتها الخبر وشأن العسل ، فغارت عائشة وأرسلت إلى صَواحبها فأخبرتهن وقالت : إذا دخل عليكنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقلن : إنّا نجد منّك ريح مغافير ، وهو صمغ العرفط ، كريه الرائحة ، وكان رسول اللّه يكرهه .
قال : فدخل رسول اللّه على سودة ، قالت : فما أردت أنْ أقول ذلك لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثم أنّي فرقت من عائشة فقلتُ : يا رسول اللّه ما هذه الريح التي أجدُها منك ؟ أكلت المغافير ؟ فقال : " لا ، ولكن حفصة سقتني عسلا " . ثمَّ دخل رسول على امرأة امرأة وهنَّ يقلنّ له ذلك ، ثمّ دخل على عائشة فأخذت بأنفها . فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم " ما شأنك ؟ "
قالت : أجدُ ريح المغافير ، أكلتها يا رسول اللّه ؟ قال : " لا ؛ بل سقتني حفصة عسلا " . قالت : حرست إذاً نحلها العرفط ، فقال لها صلى الله عليه وسلم " واللّه لا أطعمهُ أبداً " فحرّمهُ على نفسه " .
وقال عطاء بن أبي مسلم : إنَّ التي كانت تسقي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أُم سلمة .
أخبرنا عبد اللّه بن حامد ، أخبرنا محمد بن الحسن ، حدّثنا علي بن الحسن ، حدّثنا علي ابن عبد اللّه ، حدّثنا حجّاج بن محمد الأعور عن ابن جريج قال : " زعم عطاء أنّهُ سمع عبيد بن عمير قال : سمعتُ عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها تخبر أنَّ رسول اللّه كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا ، قالت : فتواطأتُ أنا وحفصة أيَّتُنَا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلنقل : إني أجدُ منك ريح مغافير ، فدخل على احداهما ، فقالت له ذلك ، فقال : " لا بل شربتُ عسلا عند زينب بنت جحش ، ولن أعود له " فنزلت { يأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ . . . } الآيات .
" قالوا : وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قسّم الأيام بين نسائهِ فلمّا كان يوم حفصة قالت :يا رسول اللّه ، إنّ لي إلى أبي حاجة نفقة لي عندهُ ، فأذنْ لي أنْ أزوره وآتي ، فأذن لها ، فلمّا خرجت أرسل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى جاريته مارية القبطية أُم إبراهيم وكان قد أهداها المقوقس فأدخلها بيت حفصة فوقع عليها ، فأتت حفصة فوجدت الباب مُغلقاً فحُبست عند الباب ، فخرج رسول اللّه ( عليه السلام ) ووجههُ يقطرُ عرقاً وحفصة تبكي ، فقال : ما يُبكيكِ ؟ قالت : إنّما أذنت لي من أجل هذا ، أدخلت أَمتك بيتي ، ثم وقعت عليها في يومي وعلى فراشي ، أما رأيت لي حُرمة وحقاً ؟ ما كنتَ تصنعُ هذا بامرأة منهنّ ؟ فقال رسول اللّه ( عليه السلام ) : " أليس هي جاريتي قد أحلّها اللّه لي ؟ اسكتي فهي حرام عليَّ ألتمس بذلك رضاكِ ، فلا تخبري بهذا امرأة منهن هو عندك أمانة " " .
فلمّا خرج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قرعت حفصة الجدار الذي بينها وبين عائشة فقالت : ألا أُبشركِ أنّ رسول اللّه قد حرّم عليه أمته مارية ، فقد أراحنا اللّه منها ، فأخبرت عائشة بما رأت وكانتا متصافيتين ، متظاهرتين على سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فغضبت عائشة فلم تزل بنبي اللّه صلى الله عليه وسلم حتى حلف أن لا يقربها ؛ فأنزل اللّه { يأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ } يعني العسل ومارية .
وقال عكرمة : نزلت في المرأة التي وهبت نفسها للنبي عليه والسلام ، ويُقال لها أُم شريك ؛ فأبى النبي ( عليه السلام ) أن يصلها لأجل امرأته { تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.