التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرۡقٖ كَٱلطَّوۡدِ ٱلۡعَظِيمِ} (63)

ولم يطل انتظار موسى لنصر الله - تعالى - بل جاءه سريعا متمثلا فى قوله - سبحانه - { فَأَوْحَيْنَآ إلى موسى أَنِ اضرب بِّعَصَاكَ البحر } أى : البحر الأحمر - على أرجح الأقوال - وهو الذى كان يسمى ببحر القلزم .

فضربه { فانفلق } إلى اثنى عشر طريقا { فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ } أى : قسم منه { كالطود العظيم } أى : كالجبل الشامخ الكبير .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرۡقٖ كَٱلطَّوۡدِ ٱلۡعَظِيمِ} (63)

لما عظم البلاء على بني إسرائيل أمر موسى أن يضرب البحر بعصاه ، وذلك لأنه عز وجل أراد أن تكون الآية متصلة بموسى ومتعلقة بفعل فعله وإلا فضرب العصا ليس بفالق للبحر ولا معين على ذلك بذاته إلا بما اقترن به من قدرة الله واختراعه ، ولا انفلق البحر صار فيه اثنا عشر طريقاً على عدد أسباط بني إسرائيل ، ووقف الماء ساكناً كالجبل العظيم ، و " الطود " : الجبل{[8941]} ، وروي عن ابن جريج والسدي وغيرهما أن بني إسرائيل ظن كل فريق منهم أن الباقي قد غرق ، فأمر الله الماء فصار كالشراجب والطيقان وراء بعضهم بعضاً فتأنسوا{[8942]} .


[8941]:ومنه قول امرىء القيس: فبينا المرء في الأحياء طود رماه الناس عن كثب فمالا وقول الأسود بن يعفر: حلوا بأنقرة يسيل عليهم ماء الفرات يجيء من أطواد
[8942]:يريد: تأسى كل فريق منهم بالآخر، أي: اتخذه أسوة واقتدى به في عبور البحر.