فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرۡقٖ كَٱلطَّوۡدِ ٱلۡعَظِيمِ} (63)

بيّن الله سبحانه له طريق الهداية ، فأمره بضرب البحر ، وبه نجا بنو إسرائيل ، وهلك عدوّهم ، والفاء في { فانفلق } فصيحة : أي فضرب فانفلق فصار اثني عشر فلقاً بعدد الأسباط ، وقام الماء عن يمين الطريق وعن يساره كالجبل العظيم ، وهو معنى قوله : { فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطود العظيم } ، والفرق القطعة من البحر ، وقرىء : " فلق " بلام بدل الراء ، والطود : الجبل قال امرؤ القيس :

فبينا المرء في الأحياء طود *** رماه الناس عن كثب فمالا

وقال الأسود بن يعفر :

حلوا بأنقرة يسيل عليهم *** ماء الفرات يجيء من أطواد

/خ68