الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرۡقٖ كَٱلطَّوۡدِ ٱلۡعَظِيمِ} (63)

قوله : { فَانفَلَقَ } : قبلَه جملةٌ محذوفةٌ أي : فضربَ فانفلقَ . وزعم ابنُ عُصْفور أنَّ المحذوفَ إنما هو ضَرَبَ وفاءُ انفلقَ ، وأن الفاءَ الموجودَة هي فاء " فَضَرَبَ " ، فأبقى من كلٍ ما يُدْلُّ على المحذوفِ . أبقى الفاءَ مِنْ " فضرب " لِتَدُلَّ على " ضَرَبَ " وأبقى " انفلق " لِتَدُلَّ على الفاء المتصلةِ به ، وهذا كلامٌ متهافتٌ .

واختلفَ القُراء في ترقيقِ راءِ " فِرْق " عن ورشٍ لأجلِ القاف . وقُرِىء " فِلْق " بلامٍ بَدَلِ الراءِ لموافقةِ " فانفلقَ " . والطَّوْدُ : الجبلُ العظيمُ/ المتطاولُ في السماءِ .