التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَانٗا وَذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ ثُمَّ تَوَلَّيۡتُمۡ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنكُمۡ وَأَنتُم مُّعۡرِضُونَ} (83)

ثم تحدث القرآن بعد ذلك عن رذيلة من أبرز الرذائل التي طبع عليها بنو إسرائيل ، وهي رذيلة نقضهم للعهود والمواثيق فقال تعالى : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بني إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ الله وبالوالدين . . . }

معنى الآية إجمالا : واذكروا يا بني إسرائيل لتعتبروا وتستجيبوا للحق - وليذكر معكم كل من ينتفع بالذكرى - وقت أن أخذنا عليكم العهد ، وأمرناك بالعمل به على لسان رسلنا - عليهم السلام - وأمرناكم فيه بألا تعبدوا سوى الله ، وأمرناكم فيه كذلك ، بأن تحسنوا إلى آبائكم وتقوموا بأداء ما أوجبه الله لهما من حقوق ، وأن تصلوا أقرباءكم وتعطفوا على اليتامى الذين فقدوا آباءهم ، وعلى المساكين الذين لا يملكون ما يكفيهم في حياتهم ، وأمرناكم فيه - أيضاً - بأن تقولوا للناس قولا حسنا فيه صلاحهم ونفعهم ، وأن تحافظوا على فريضة الصلاة ، وتؤدوا بإخلاص ما أوجبه الله عليكم من زكاة ، ولكنكم نقضتم أنتم وأسلافكم الميثاق ، وأعرضتم عنه ، إلا قليلا منكم واستمروا على رعايته والعمل بموجبه .

والمراد ببني إسرائيل في الآية الكريمة ، سلفهم وخلفهم ، لأن هذه الأوامر والنواهي التي تناولتها الآية الكريمة ، والتي هي مضمون العهد المأخوذ عليهم ، قد أخذت علهيم جميعاً على لسان أنبيائهم ورسلهم .

والدليل على أن المقصود ببني إسرائيل ما يتناول الخلف المعاصرين منهم للعهد النبوي ، قوله تعالى في ختام هذه الآية { ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُّعْرِضُونَ } فإنه قد أسند إليهم فيه أنهم تولوا عن الميثاق معرضين ، والاعراض عنه لا يكون إلا بعد أخذه عليهم كما سيأتي .

وقوله تعالى { لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ الله وبالوالدين إِحْسَاناً . . . } إلى قوله تعالى { ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ . . . } بيان للميثاق وتفصيل له . وجاء التعبير بقوله تعالى { لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ الله } في صورة الخبر المنفي والمراد منه النهي عن عبادة غير الله ، لإِفادة المبالغة والتأكيد ، فكأن الأمر والنهي قد امتثلا فيخبر بوقوعهما ، أو أنهما لأهميتهما يخبر عنهما بأنهما سيتلقيان بحسن الطاعة حتما ، فينزل ما يجب وقوعه منزلة الواقع ، ويخبر عن المأمور بأنه فاعل لما أمر به ومجتنب لما نهى عنه في الحال ، وفي ذلك ما فيه من إفادة المبالغة في وجوب امتثال الأمر والنهي .

وقد تضمنت الآية الكريمة لوناً فريداً من التوجيه المحكم الذي لو اتبعوه لحسنت صلتهم مع الخالق والمخلوق ، لأنها ابتدأت بأمرهم بأعلى الحقوق وأعظمها وهو حق الله - تعالى - عليهم ، بأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، ثم ثنت ببيان حقوق الناس فبدأت بأحقهم بالإِحسان وهما الوالدان لما لهما من فضل الولادة والعطف والتربية ، ثم الأقارب الذين تجمع الناس بهم صلة قرابة من جهة الأب والأم ، ورعايتهم تكون بالقيام بما يحتاجون إليه على قدر الاستطاعة ، ثم باليتامى لأنهم في حاجة إلى العون بعد أن فقدوا الأب الحاني ، ثم بالمساكين لعجزهم عن كسب ما يكفيهم ، ثم بالإِحسان إلى سائر الناس عن طريق الكلمة الطيبة ، والمعاملة الحسنة ، لأن الناس إن لم يكونوا في حاجة إلى المال ، فهم في حاجة إلى حسن المقال ، ثم أرشدتهم إلى العبادات التي تعينهم على إحسان صلتهم بالخالق والمخلوق فأمرتهم بالمداومة على الصلاة بخشوع وإخلاص ، وبالمحافظة على أداء الزكاة بسخاء وطيب خاطر ، ولعظم شأن هاتين العبادتين البدنية والمالية ذكرتا على وجه خاص بعد الأمر بعبادة الله ، تفخيماً لشأنهما وتوكيداً لأمرهما ، وكان من الواجب على بني إسرائيل أن ينتفعوا بهذه الأوامر الحكيمة ، لكنهم عموا وصموا عنها فوبخهم القرآن الكريم بقوله : { ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُّعْرِضُونَ } .

أي : ثم توليتم - أيها اليهود - عن جميع ما أخذ عليكم من مواثيق فأشركتم بالله وعققتم الوالدين ، وأسأتم إلى الأقارب واليتامى والمساكين وقلتم للناس أفحش الأقوال ، وتركنم الصلاة ، ومنعتم الزكاة ، وقطعتم ما أمر الله به أن يوصل .

وقوله تعالى : { إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْكُمْ } إنصاف لمن حافظ على العهد منهم ، حيث إنه لا تخلو أمة من المخلصين الذين يرعون العهود ، ويتبعون الحق ، وإرشاد للناس إلى أن وجود عدد قليل من المخلصين في الأمة ، لا يمنع نزول العقاب بها متى فشا المنكر في الأكثرين منها .

وقوله تعالى : { وَأَنْتُمْ مُّعْرِضُونَ } جملة حالية تفيد أن الأعراض عن الطاعة ، وعدم التقيد بالمواثيق التي أقروا بها ، عادة متأصلة فيهم ووصف ثابت لهم ، وسجية معروفة منهم .

قال صاحب المنار : " قد يتولى الإِنسان منصرفاً عن شيء وهو عازم على أن يعود إليه ويوفيه حقه ، فليس كل متول عن شي معرضاً عنه ومهملا له طول الدوام ، لذلك كان ذكر هذا القيد " وأنتم معرضون لازما لابد منه ، وليس تكراراً كما يتوهم ، ثم قال : وقد كان سبب ذلك التولي مع الإِعراض أن الله أمرهم ألا يأخذوا سالدين إلا من كتابه فاتخذوا أحبارهم أرباباً من دون الله ، يحلون برأيهم ويحرمون ، ويبيحون باجتهادهم ويحظرون ويزيدون في الشرائع والأحكام ويضعون ما شاءوا من الشعائر فصدق عليهم أنهم اتخذوا من دونه شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ، فإن الله هو الذي يضع الدين وحده وإنما العلماء أدلاء يستعان بهم على فهم كتابه ، وما شرع على ألسنة رسله . . . " .

وخلاصة الفرق بين التفسير الذي بدأنا به وبين تفسير صاحب المنار ، لقوله تعالى : { وَأَنْتُمْ مُّعْرِضُونَ } أن هذه الجملة على التفسير الأول تبين عادة في القوم تأصلت فيهم حتى كأنها سجية ، والمعنى : " ثم توليتم ، أي أعرضتم ، وأنتم قوم عادتكم الإِعراض ، وعلى تفسير صاحب المنار تكون هذه الجملة مبينة . لنوع التولي ومتممة لمعناه : والتفسير الأول - الذي سقناه أدخل في باب الذم ، وأوفى ببيان ما عليه حال اليهود .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَانٗا وَذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ ثُمَّ تَوَلَّيۡتُمۡ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنكُمۡ وَأَنتُم مُّعۡرِضُونَ} (83)

75

ثم يمضي السياق يحدث الجماعة المسلمة عن حال اليهود ، ومواقفهم التي يتجلى فيها العصيان والالتواء والانحراف والنكول عن العهد والميثاق . ويواجه اليهود بهذه المواقف على مشهد من المسلمين :

( وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله ؛ وبالوالدين إحسانا ؛ وذي القربى واليتامى والمساكين ؛ وقولوا للناس حسنا ؛ وأقيموا الصلاة ، وآتوا الزكاة . . ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون . وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم . ثم أقررتم وأنتم تشهدون . . ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم ، وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان ، وإن يأتوكم أسارى تفادوهم ، وهو محرم عليكم إخراجهم . أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ؟ فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ، ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب ، وما الله بغافل عما تعملون . أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة ، فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون ) . .

ولقد سبقت الإشارة إلى الميثاق في معرض تذكير الله لبني إسرائيل بإخلاف موقفهم معه في الدرس الماضي . فهنا شيء من التفصيل لبعض نصوص هذا الميثاق .

ومن الآية الأولى ندرك أن ميثاق الله مع بني إسرائيل ، ذلك الميثاق الذي أخذه عليهم في ظل الجبل ، والذي أمروا أن يأخذوه بقوة وأن يذكروا ما فيه . . أن ذلك الميثاق قد تضمن القواعد الثابتة لدين الله . هذه القواعد التي جاء بها الإسلام أيضا ، فتنكروا لها وأنكروها .

لقد تضمن ميثاق الله معهم : ألا يعبدوا إلا الله . . القاعدة الأولى للتوحيد المطلق . وتضمن الإحسان إلى الوالدين وذي القربى واليتامى والمساكين . وتضمن خطاب الناس بالحسنى ، وفي أولها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . . كذلك تضمن فريضة الصلاة وفريضة الزكاة . وهذه في مجموعها هي قواعد الإسلام وتكاليفه . .

ومن ثم تتقرر حقيقتان : الأولى هي وحدة دين الله ؛ وتصديق هذا الدين الأخير لما قبله في أصوله . والثانية هي مقدار التعنت في موقف اليهود من هذا الدين ، وهو يدعوهم لمثل ما عاهدوا الله عليه ، وأعطوا عليه الميثاق .

وهنا - في هذا الموقف المخجل - يتحول السياق من الحكاية إلى الخطاب ، فيوجه القول إلى بني إسرائيل . وكان قد ترك خطابهم والتفت إلى خطاب المؤمنين . ولكن توجيه الخطاب إليهم هنا أخزى وأنكى :

( ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون ) . .

وهكذا تتكشف بعض أسرار الالتفات في سياق القصص وغيره في هذا الكتاب العجيب !

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ لَا تَعۡبُدُونَ إِلَّا ٱللَّهَ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَانٗا وَذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ ثُمَّ تَوَلَّيۡتُمۡ إِلَّا قَلِيلٗا مِّنكُمۡ وَأَنتُم مُّعۡرِضُونَ} (83)

القول في تأويل قوله تعالى :

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِيَ إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَىَ وَالْيَتَامَىَ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنّاسِ حُسْناً ، وَأَقِيمُواْ الصّلاَةَ وَآتُواْ الزّكَاةَ ثُمّ تَوَلّيْتُمْ إِلاّ قَلِيلاً مّنْكُمْ وَأَنْتُمْ مّعْرِضُونَ }

قد دللنا فيما مضى من كتابنا هذا على أن الميثاق مفعال ، من التوثق باليمين ونحوها من الأمور التي تؤكد القول . فمعنى الكلام إذا : واذكروا أيضا يا معشر بني إسرائيل إذْ أخذنا ميثاقكم لا تعبدون إلا الله . كما :

حدثني به ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، قال : حدثني ابن إسحاق ، قال : حدثني محمد بن أبي محمد ، عن سعيد بن جبير أو عكرمة ، عن ابن عباس : { وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إسْرَائِيلَ } أي ميثاقكم { لا تَعْبُدُونَ إِلاّ اللّهَ } .

قال أبو جعفر : والقراءة مختلفة في قراءة قوله : { لا تَعْبُدُونَ } فبعضهم يقرؤها بالتاء ، وبعضهم يقرؤها بالياء ، والمعنى في ذلك واحد . وإنما جازت القراءة بالياء والتاء وأن يقال : «لا تعبدون » ، و«لا يعبدون » وهم غَيب لأن أخذ الميثاق بمعنى الاستحلاف ، فكما تقول : استحلفت أخاك ليقومنّ ، فتخبر عنه خبرك عن الغائب لغيبته عنك ، وتقول : استحلفته لتقومنّ ، فتخبر عنه خبرك عن المخاطب لأنك قد كنت خاطبته بذلك ، فيكون ذلك صحيحا جائزا ، فكذلك قوله : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاّ اللّه }َ و«لا يعبدون » . من قرأ ذلك بالتاء فمعنى الخطاب إذْ كان الخطاب قد كان بذلك ، ومن قرأ بالياء فلأنهم ما كانوا مخاطبين بذلك في وقت الخبر عنهم . وأما رفع لا تعبدون فبالتاء التي في تعبدون ، ولا ينصب ب«أن » التي كانت تصلح أن تدخل مع : لا تَعْبُدُونَ إِلاّ اللّهَ ، لأنها إذا صلح دخولها على فعل فحذفت ولم تدخل كان وجه الكلام فيه الرفع كما قال جل ثناؤه : { قُلْ أفَغَيْرَ اللّهِ تَأمُرُونّي أعْبُدُ أيّها الجاهِلُونَ } فرفع «أعبدُ » إذ لم تدخل فيها أن بالألف الدالة على معنى الاستقبال . وكما قال الشاعر :

ألاَ أيّهذَا الزّاجِرِي أحْضُرُ الوَغَى *** وأنْ أشْهَدَ اللّذّاتِ هَلْ أنْتَ مُخْلِدِي

فرفع «أحضر » وإن كان يصلح دخول «أن » فيها ، إذ حذفت بالألف التي تأتي الاستقبال . وإنما صلح حذف «أن » من قوله : { وَإذْ أخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ }لدلالة ما ظهر من الكلام عليها ، فاكتفى بدلالة الظاهر عليها منها .

وقد كان بعض نحويي البصرة يقول : معنى قوله : { وَإذْ أخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاّ اللّهَ } حكاية ، كأنك قلت : استحلفناهم لا تعبدون ، أي قلنا لهم : والله لا تعبدون ، وقالوا : والله لا يعبدون . والذي قال ذلك قريب معناه من معنى القول الذي قلنا في ذلك .

وبنحو الذي قلنا في قوله : { وَإذْ أخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إلاّ اللّهَ } تأوّله أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني المثنى ، قال : حدثنا آدم ، قال : حدثنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية : أخذ مواثيقهم أن يخلصوا له وأن لا يعبدوا غيره .

حدثني المثنى ، قال : حدثنا إسحاق ، قال : أخبرنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع في قوله : { وَإذْ أخَذْنا مِيثاق بنِي إسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إلاّ الله }قال : أخذنا ميثاقهم أن يخلصوا لله ولا يعبدوا غيره .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج : { وَإذْ أخَذْنا مِيثاقَ بَني إسْرَائيلَ لا تَعْبُدُونَ إلاّ اللّهَ } قال : الميثاق الذي أخذ عليهم في المائدة .

القول في تأويل قوله تعالى : { وَبالْوَالِدَيْنِ إحْسانا } .

وقوله جل ثناؤه : { وبالْوَالِدَيْنِ إحْسانا }عطف على موضع «أن » المحذوفة في لا تعبدون إلا الله . فكان معنى الكلام : وإذْ أخذنا ميثاق بني إسرائيل بأن لا تعبدوا إلا الله وبالوالدين إحسانا . فرفع «لا تعبدون » لما حذف «أن » ، ثم عطف بالوالدين على موضعها ، كما قال الشاعر :

مُعاوِيَ إنّنا بَشَر فأسْجِحْ *** فَلَسْنا بالجبال وَلا الحَدِيدا

فنصب «الحديد » على العطف به على موضع الجبال لأنها لو لم تكن فيها باء خافضة كانت نصبا ، فعطف بالحديث على معنى الجبال لا على لفظها ، فكذلك ما وصفت من قوله : وَبالْوَالِدَيْنِ إحْسانا . وأما الأحسان فمنصوب بفعل مضمر يؤدي معناه قوله : وَبِالْوَالِدَيْنِ إذْ كان مفهوما معناه ، فكان معنى الكلام لو أظهر المحذوف : وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل بأن لا تعبدوا إلا الله ، وبأن تحسنوا إلى الوالدين إحسانا . فاكتفى بقوله : وَبالْوَالِدَيْنِ من أن يقال : وبأن تحسنوا إلى الوالدين إحسانا ، إذْ كان مفهوما أن ذلك معناه بما ظهر من الكلام .

وقد زعم بعض أهل العربية في ذلك أن معناه : وبالوالدين فأحسنوا إحسانا فجعل «الباء » التي في «الوالدين » من صلة الإحسان مقدمة عليه .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : أن لا تعبدوا إلا الله ، وأحسنوا بالوالدين إحسانا . فزعموا أن «الباء » التي في «الوالدين » من صلة المحذوف ، أعني «أَحْسِنوا » ، فجعلوا ذلك من كلامين . وإنما يصرف الكلام إلى ما ادعوا من ذلك إذا لم يوجد لاتساق الكلام على كلام واحد وجه ، فأما وللكلام وجه مفهوم على اتساقه على كلام واحد فلا وجه لصرفه إلى كلامين . وأخرى : أن القول في ذلك لو كان على ما قالوا لقيل : «وإلى الوالدين إحسانا » لأنه إنما يقال : أحسن فلان إلى والديه ، ولا يقال : أحسن بوالديه ، إلاّ على استكراه للكلام . ولكن القول فيه ما قلنا ، وهو : وإذْ أخذنا ميثاق بني إسرائيل بكذا وبالوالدين إحسانا ، على ما بينا قبل . فيكون «الإحسان » حينئذ مصدرا من الكلام لا من لفظه كما بينا فيما مضى من نظائره .

فإن قال قائل : وما ذلك الإحسان الذي أخذ عليهم وبالوالدين الميثاق ؟ قيل : نظير ما فرض الله على أمتنا لهما من فعل المعروف لهما والقول الجميل ، وخفض جناح الذل رحمة بهما والتحنن عليهما ، والرأفة بهما والدعاء بالخير لهما ، وما أشبه ذلك من الأفعال التي ندب الله عباده أن يفعلوا بهما .

القول في تأويل قوله تعالى : { وَذي القُرْبَى وَاليتَامَى وَالمسَاكين } .

يعني بقوله : { وَذي القرْبَى وبذي القربى } أن يصلوا قرابته منهم ورحمه . والقربى مصدر على تقدير «فُعْلَى » من قولك : قربت مني رحم فلان قرابة وقربى وقربا بمعنى واحد . وأما اليتامى فهم جمع يتيم ، مثل أسير وأَسارى ويدخل في اليتامى الذكور منهم والإناث . ومعنى ذلك : { وإذْ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله } وحده دون من سواه من الأنداد { وبالوالدين إحسانا وبذي القربى } ، أن تصلوا رَحِمَه ، وتعرفوا حقه ، { وباليتامى } : أن تتعطفوا عليهم بالرحمة والرأفة ، { وبالمساكين } : أن تؤتوهم حقوقهم التي ألزمها الله أموالكم . { والمسكين } : هو المتخشع المتذلل من الفاقة والحاجة ، وهو «مِفْعيل » من المسكنة ، والمسكنة هي ذلّ الحاجة والفاقة .

القول في تأويل قوله تعالى : { وَقُولُوا للنّاس حُسُنا } .

إن قال قائل : كيف قيل : { وقُولُوا للنّاس حُسْنا }فأخرج الكلام أمرا ولما يتقدمه أمرٌ ، بل الكلام جار من أول الآية مجرى الخبر ؟ قيل : إن الكلام وإن كان قد جرى في أول الآية مجرى الخبر ، فإنه مما يحسن في موضعه الخطاب بالأمر والنهي ، فلو كان مكان : «لا تعبدون إلا الله » «لا تعبدوا إلا الله » على وجه النهي من الله لهم عن عبادة غيره كان حسنا صوابا وقد ذكر أن ذلك كذلك في قراءة أبيّ بن كعب . وإنما حسن ذلك وجاز لو كان مقروءا به لأن أخذ الميثاق قول ، فكان معنى الكلام لو كان مقروءا كذلك : وإذْ قلنا لبني إسرائيل لا تعبدوا إلا الله ، كما قال جل ثناؤه في موضع آخر : { وَإذْ أخَذْنا ميثاقَكُمْ ورَفَعْنا فَوْقَكُمْ الطّورَ خُذُوا ما آتيْناكُمْ بِقُوّة } . فلما كان حسنا وضع الأمر والنهي في موضع : { لا تعبدون إلا الله } ، عطف بقوله : { وَقُولُوا للنّاس حُسْنا } على موضع لا تعبدون ، وإن كان مخالفا كل واحد منهما معناه معنى ما فيه ، لما وصفنا من جواز وضع الخطاب بالأمر والنهي موضع لا تعبدون فكأنه قيل : وإذا أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدوا إلا الله ، وقولوا للناس حسنا . وهو نظير ما قدمنا البيان عنه من أن العرب تبتدىء الكلام أحيانا على وجه الخبر عن الغائب في موضع الحكايات لما أخبرت عنه ، ثم تعود إلى الخبر على وجه الخطاب ، وتبتدىء أحيانا على وجه الخطاب ثم تعود إلى الإخبار على وجه الخبر عن الغائب لما في الحكاية من المعنيين كما قال الشاعر :

أَسِيئي بنا أوْ أحْسِني لا مَلُومَةً *** لَديْنا وَلا مَقْلِيّةً إنْ تَقَلّتِ

يعني تقلّيت ، وأمّا «الحسن » فإن القراءة اختلفت في قراءته ، فقرأته عامة قراءة الكوفة غير عاصم : «وَقُولُوا للنّاس حَسَنا » بفتح الحاء والسين . وقرأته عامة قرّاء المدينة : حُسْنا بضم الحاء وتسكين السين . وقد رُوي عن بعض القراء أنه كان يقرأ : «وَقُولُوا للنّاس حُسْنَى » على مثال «فُعْلَى » .

واختلف أهل العربية في فرق ما بين معنى قوله : حُسْنا ، وحَسَنا . فقال بعض البصريين : هو على أحد وجهين : إما أن يكون يراد بالحَسَنِ الحُسْنِ ، وكلاهما لغة ، كما يقال : البُخْل والبَخَل . وإما أن يكون جعل الحُسْنَ هو الحَسَن في التشبيه ، وذلك أن الحُسْنَ مصدر ، والحَسَنُ هو الشيء الحسن ، ويكون ذلك حينئذ كقولك : «إنما أنت أَكْلٌ وشُرْب » ، وكما قال الشاعر :

وخَيْلٍ قَدْ دَلَفْتُ لَهَا بِخَيْلٍ *** تَحِيّةُ بَيْنِهمْ ضَرْبٌ وَجِيعُ

فجعل التحية ضربا .

وقال آخر : بل «الحُسْن » هو الاسم العام الجامع جميع معاني الحسن ، «والحَسَن » هو البعض من معاني الحُسْن ، قال : ولذلك قال جل ثناؤه إذ أوصى بالوالدين : وَوَصّيْنا الإنْسانَ بوَالِدَيْهِ حُسْنا يعني بذلك أنه وصاه فيهما بجميع معاني الحسن ، وأمر في سائر الناس ببعض الذي أمره به في والديه فقال : وَقُولُوا للنّاسِ حسَنا يعني بذلك بعض معاني الحُسْن . والذي قاله هذا القائل في معنى «الحُسْن » بضم الحاء وسكون السين غير بعيد من الصواب ، وأنه اسم لنوعه الذي سمي به . وأما «الحَسَن » فإنه صفة وقعت لما وصف به ، وذلك يقع بخاص . وإذا كان الأمر كذلك ، فالصواب من القراءة في قوله : «وَقُولُوا للنّاسِ حَسَنا » لأن القوم إنما أمروا في هذا العهد الذي قيل لهم : وقولوا للناس باستعمال الحَسَن من القول دون سائر معاني الحسن ، الذي يكون بغير القول ، وذلك نعت لخاص من معاني الحُسْن وهو القول . فلذلك اخترت قراءته بفتح الحاء والسين ، على قراءته بضم الحاء وسكون السين .

وأما الذي قرأ ذلك : «وَقُولُوا للنّاسِ حُسْنَى » فإنه خالف بقراءته إياه كذلك قراءة أهل الإسلام ، وكفى شاهدا على خطأ القراءة بها كذلك خروجها من قراءة أهل الإسلام لو لم يكن على خطئها شاهد غيره ، فكيف وهي مع ذلك خارجة من المعروف من كلام العرب ؟ وذلك أن العرب لا تكاد أن تتكلم بفُعْلى وأَفْعل إلا بالألف واللام أو بالإضافة ، لا يقال : جاءني أحسن حتى يقولوا الأحسن ، ولا يقال أجمل حتى يقولوا الأجمل وذلك أن الأفعل والفُعْلَى لا يكادان يوجدان صفة إلا لمعهود معروف ، كما تقول : بل أخوك الأحسن ، وبل أختك الحسنى ، وغير جائز أن يقال : امرأة حُسْنى ، ورجل أحسن .

وأما تأويل القول الحسن الذي أمر الله به الذين وصف أمرهم من بني إسرائيل في هذه الآية أن يقولوه للناس ، فهو ما :

حدثنا به أبو كريب ، قال : حدثنا عثمان بن سعيد ، عن بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : { وَقُولُوا للنّاسِ حُسْنا } أمرهم أيضا بعد هذا الخلق أن يقولوا للناس حسنا : أن يأمروا بلا إله إلا الله من لم يقلها ورغب عنها حتى يقولوها كما قالوها ، فإن ذلك قربة من الله جل ثناؤه .

وقال الحسن أيضا : لين القول من الأدب الحسن الجميل ، والخلق الكريم ، وهو مما ارتضاه الله وأحبه .

حدثني المثنى ، قال : حدثنا آدم ، قال : حدثنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية : { وَقُولُوا للنّاسِ حُسْنا } قال : قولوا للناس معروفا .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثنا حجاج ، عن ابن جريج : { وَقُولُوا للنّاسِ حُسْنا } قال : صدقا في شأن محمد صلى الله عليه وسلم .

وحدثت عن يزيد بن هارون ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول في قوله : { وَقُولُوا للنّاسِ حُسْنا } قال : مروهم بالمعروف ، وانهوهم عن المنكر .

حدثني هارون بن إدريس الأصم ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، قال : حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان ، قال : سألت عطاء بن أبي رباح ، عن قول الله جل ثناؤه : { وَقُولُوا للنّاسِ حُسْنا } قال : من لقيت من الناس فقل له حسنا من القول . قال : وسألت أبا جعفر ، فقال مثل ذلك .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا القاسم ، قال : أخبرنا عبد الملك ، عن أبي جعفر وعطاء بن أبي رباح في قوله : { وَقُولُوا للنّاسِ حُسْنا } قال : للناس كلهم .

حدثني يعقوب ، قال : حدثنا هشيم ، قال : أخبرنا عبد الملك ، عن عطاء مثله .

القول في تأويل قوله تعالى : { وأقِيمُوا الصّلاةَ } .

يعني بقوله : وأقِيمُو الصّلاةَ أدّوها بحقوقها الواجبة عليكم فيها . كما :

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عثمان بن سعيد ، عن بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن مسعود ، قال : { وأقِيمُوا الصّلاة " هذه ، وإقامة الصلاة تمام الركوع والسجود والتلاوة والخشوع والإقبال عليها فيها .

القول في تأويل قوله تعالى : { وَآتُوا الزّكاة } . قد بينا فيما مضى قبلُ معنى الزكاة وما أصلها . وأما الزكاة التي كان الله أمر بها بني إسرائيل الذين ذكر أمرهم في هذه الآية ، فهي ما :

حدثنا به أبو كريب ، قال : حدثنا عثمان بن سعيد ، عن بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : { وآتُوا الزّكاةَ }قال : إيتاء الزكاة ما كان الله فرض عليهم في أموالهم من الزكاة ، وهي سنّة كانت لهم غير سنة محمد صلى الله عليه وسلم كانت زكاة أموالهم قربانا تهبط إليه نار فتحملها ، فكان ذلك تَقَبّله ، ومن لم تفعل النار به ذلك كان غير متقبل . وكان الذي قُرّب من مكسب لا يحلّ من ظلم أو غشم ، أو أخذ بغير ما أمر الله به وبينه له .

حدثني المثنى ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن عليّ بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : { وَآتُوا الزّكاةَ } يعني بالزكاة : طاعة الله والإخلاص .

القول في تأويل قوله تعالى : { ثُمّ تَوَلّيْتُمْ إلاّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وأنْتُمْ مُعْرِضُونَ } .

وهذا خبر من الله جل ثناؤه عن يهود بني إسرائيل أنهم نكثوا عهده ونقضوا ميثاقه ، بعدما أخذ الله ميثاقهم على الوفاء له بأن لا يعبدوا غيره ، وأن يحسنوا إلى الاَباء والأمهات ، ويَصِلُوا الأرحام ، ويتعطفوا على الأيتام ، ويؤدوا حقوق أهل المسكنة إليهم ، ويأمروا عباد الله بما أمرهم الله به ويحثوهم على طاعته ، ويقيموا الصلاة بحدودها وفرائضها ، ويؤتوا زكاة أموالهم . فخالفوا أمره في ذلك كله ، وتولوا عنه معرضين ، إلا من عصمه الله منهم فوفى لله بعهده وميثاقه . كما :

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا عثمان بن سعيد ، عن بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك عن ابن عباس ، قال : لما فرض الله جل وعزّ عليهم يعني على هؤلاء الذين وصف الله أمرهم في كتابه من بني إسرائيل هذا الذي ذكر أنه أخذ ميثاقهم به ، أعرضوا عنه استثقالاً وكراهية ، وطلبوا ما خفّ عليهم إلا قليلاً منهم ، وهم الذين استثنى الله فقال : { ثُمّ تَوَلّيْتُمْ } يقول : أعرضتم عن طاعتي إلاّ قَلِيلاً منكمْ قال : القليل الذين اخترتهم لطاعتي ، وسيحلّ عقابي بمن تولّى وأعرض عنها يقول : تركها استخفافا بها .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، قال : حدثنا ابن إسحاق ، قال : حدثني محمد بن أبي محمد ، عن سعيد بن جبير أو عن عكرمة ، عن ابن عباس : { ثُمّ تَوَلّيْتُمْ إلاّ قَليلاً مِنْكُمْ وأنْتُمْ مُعْرِضُونَ } أي تركتم ذلك كله .

وقال بعضهم : عنى الله جل ثناؤه بقوله : { وأنتُمْ مُعْرِضُونَ }اليهود الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعنى بسائر الآية أسلافهم كأنه ذهب إلى أن معنى الكلام : { ثُمّ تَوَلّيْتُمْ إلاّ قَلِيلاً مِنْكُمْ } ثم تولى سلفكم إلا قليلاً منهم ، ولكنه جعل خطابا لبقايا نسلهم على ما ذكرناه فيما مضى قبل . ثم قال : وأنتم يا معشر بقاياهم مُعْرضون أيضا عن الميثاق الذي أخذ عليكم بذلك وتاركوه ترك أوائلكم .

وقال آخرون : بل قوله : { ثُمّ تَوَلّيْتُمْ إلاّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وأنْتُمْ مُعْرضُونَ }خطاب لمن كان بين ظهراني مُهَاجَرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم من يهود بني إسرائيل ، وذمّ لهم بنقضهم الميثاق الذي أخذ عليهم في التوراة وتبديلهم أمر الله وركوبهم معاصيه .