الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَالَ لَا تَثۡرِيبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡيَوۡمَۖ يَغۡفِرُ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّـٰحِمِينَ} (92)

وقوله : { لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ } [ يوسف : 92 ] .

عفوٌ جميلٌ ، وقال عكرمة : أوحى اللَّه إِلى يوسف بِعَفْوِكَ عَنْ إِخوتك ، رَفَعْتُ لك ذكْرَك ، و«التثريب » : اللوْمُ والعقوبةُ وما جَرَى معهما من سوءِ مُعْتَقَدٍ ونحوه ، وعبَّر بعضُ الناس عن التثْرِيب بالتعيير ، ووقَفَ بعْضُ القَرَأَةِ { عَلَيْكُم } ، وابتدأ : { اليوم يَغْفِرُ الله لَكُمْ } ووقف أكثرهم : { اليوم } وابتدأ : { يَغْفِرَ الله لَكُمْ } على جهة الدعاء وهو تأويلُ ابن إِسحاق والطبريِّ ، وهو الصحيحُ الراجح في المعنَى ؛ لأن الوقْفَ الآخِرَ فيه حُكْم على مغفرة اللَّه ، اللَّهُمَّ إِلا أَنْ يكون ذلك بوَحْيٍ .