الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قَالَ لَا تَثۡرِيبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡيَوۡمَۖ يَغۡفِرُ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّـٰحِمِينَ} (92)

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر ، عن عكرمة رضي الله عنه في قوله { لا تثريب } قال لا تعيير .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { لا تثريب } قال لا إباء .

وأخرج أبو الشيخ ، عن عمرو بن شعيب عن أبيه ، عن جده قال : «لما استفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، التفت إلى الناس فقال : «ماذا تقولون ، وماذا تظنون ؟ . . . قالوا : ابن عم كريم . فقال { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم } » .

وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة ، صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : « يا أهل مكة ، ماذا تظنون ، ماذا تقولون ؟ قالوا : نظن خيراً ونقول خيراً : ابن عم كريم قد قدرت ، قال : فإني أقول كما قال أخي يوسف { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين } » .

وأخرج البيهقي في الدلائل ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة ، طاف بالبيت وصلى ركعتين ، ثم أتى الكعبة فأخذ بعضادتي الباب ، فقال : «ماذا تقولون ، وماذا تظنون ؟ قالوا : نقول ابن أخ وابن عم حليم رحيم ، فقال : أقول كما قال يوسف { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين } فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإِسلام » .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن عطاء الخراساني - رضي الله عنه - قال : طلب الحوائج إلى الشباب ، أسهل منها إلى الشيوخ . ألم تر إلى قول يوسف { لا تثريب عليكم اليوم } وقال يعقوب عليه السلام { سوف أستغفر لكم ربي } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني - رضي الله عنه - قال : أما والله ، ما سمعنا بعفو قط مثل عفو يوسف .