الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيۡهِ قَالُواْ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهۡلَنَا ٱلضُّرُّ وَجِئۡنَا بِبِضَٰعَةٖ مُّزۡجَىٰةٖ فَأَوۡفِ لَنَا ٱلۡكَيۡلَ وَتَصَدَّقۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَجۡزِي ٱلۡمُتَصَدِّقِينَ} (88)

وال{ بضاعة } : القِطْعة من المال يُقْصَدُ بها شراءُ شَيْءٍ ، ولزمها عُرْفُ الفقْهِ فيما لا حَظَّ لحاملها من الربْحِ ، وال{ مُّزْجَاةٍ } : معناها : المدفوعَةُ المتحيَّل لها ، وبالجملة ؛ فمَنْ يسوق شيئاً ، ويتلطَّف في تسييره ، فقد أزجاه ، فإِذا كانَتِ الدراهمُ مدفوعةً نازلةَ القَدْر ، تحتاج أنْ يُعْتَذَرَ معها ، ويُشْفَعَ لها ، فهي مزجاةٌ ، فقيل : كان ذلك لأنها كانَتْ زيوفاً ، قاله ابن عباس .

وقيل : كانَتْ بضاعتهم عروضاً ، وقولهم : { وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا } [ يوسف : 88 ] معناه ما بَيْنَ الدراهم الجيادَ وبَيْنَ هذه المُزْجَاة ، قاله السُّدِّيُّ وغيره وقال الداودي عن ابن جريجٍ : { وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا } : قال : اردد علينا أخانا ، انتهى ، وهو حسن .