الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَعَلَى ٱللَّهِ قَصۡدُ ٱلسَّبِيلِ وَمِنۡهَا جَآئِرٞۚ وَلَوۡ شَآءَ لَهَدَىٰكُمۡ أَجۡمَعِينَ} (9)

وقوله سبحانه : { وَعَلَى الله قَصْدُ السبيل } [ النحل :9 ] .

هذه أيضاً من أجَلِّ نعم اللَّه تعالى ، أي : على اللَّه تقويمُ طريقِ الهدَى ، وتبيينُهُ بنَصْب الأدلَّة ، وبعْثِ الرسل ، وإِلى هذا ذهب المتأوِّلون ، ويحتمل أنْ يكون المعنى : أَنَّ مَنْ سلك السبيلَ القاصِد ، فعلى اللَّه ، ورحمته وتنعيمُهُ طريقُهُ ، وإِلى ذلك مصيره ، و«طريقٌ قَاصِد » : معناه : بيِّنٌ مستقيمٌ قريبٌ ، والألف واللام في { السبيل } ، للعهد ، وهي سبيلُ الشرْعِ . وقوله : { وَمِنْهَا جَائِرٌ } : يريد طريقَ اليهودِ والنصارَى وغيرِهِم ، فالضمير في { مِنْهَا } يعود على السُّبُلُ التي يتضمَّنها معنى الآية .