تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَعَلَى ٱللَّهِ قَصۡدُ ٱلسَّبِيلِ وَمِنۡهَا جَآئِرٞۚ وَلَوۡ شَآءَ لَهَدَىٰكُمۡ أَجۡمَعِينَ} (9)

الآية 9 : وقوله تعالى : { وعلى الله قصد السبيل } اختلف فيه . قال بعضهم : أي على الله بيان قصد السبيل وهدى يبين الهدى من الضلالة ، ويبين [ السبيل من السبل ]{[10070]} التي تفرقت عن سبيله كقوله : { إن علينا بيانه } ( القيامة : 19 ) .

وقوله تعالى : { ومنها جائر } أي عليه بيان ما يجور منها : قصد السبيل ، يعدل ، ويجاز . أو يقال : وبالله يوصل إلى قصد السبيل . وقال بعضهم : { وعلى الله } أي وبالله يوصل بقصد السبيل ، وهي السبيل التي ذكرنا . { ومنها جائر } كقوله : { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل } ( الأنعام : 153 ) .

وقال بعضهم : طريق الحق والعدل لله ، وقد يستعمل حرف على مكان ( اللام كقوله تعالى ){[10071]} : { وما ذبح على النصب } ( المائدة : 3 ) أي للنصب ، وقوله تعالى : { ولو ترى إذ وقفوا على ربهم } ( الأنعام : 30 ) وقوله : {[10072]} تعالى : { يوم يقوم / 282 – أ / الناس لرب العالمين } ( المطففين : 6 ) { ومنها جائر } وهي السبل المتفرقة عن سبيله .

وقوله تعالى : { ولو شاء لهداكم أجمعين } يخرج على وجهين :

أحدهما : لو شاء أكرم الخلق كله باللطف الذي أكرم أولياءه ، فاهتدوا به ، فيهتدون .

والثاني : لو شاء أعطاهم جميعا الحال التي يكون بها الاهتداء ، وهو ما قال : { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة } ( الزخرف : 33 ) إلى آخر ما ذكر لما لا يحتمل أنه إذا كان ذلك مع الكفار لكفروا جميعا ، وإذا كانت تلك الحال للمسلمين لا يسلمون .


[10070]:في الأصل وم: من السبيل.
[10071]:في الأصل وم: له.
[10072]:في الأصل وم: وكقوله.