الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَامٗا وَأَجَلٞ مُّسَمّٗى} (129)

ثم أعلم سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم أن العذابَ كان يصير لهم لِزَاماً ( لولا كلمة سبقَتْ من اللّه تعالى في تَأْخيره عنهم إلى أجلٍ مُسَمًّى عنده ، فتقدير الكلام . ولولاَ كلمةٌ سبقت في التَّأْخِير ) .

{ وأجلٍ مسمى } [ طه : 129 ] .

لكَانَ العذابُ لِزَاماً كما تقولُ لَكَانَ حَتْماً أو واقعاً ، لكنّه قدم وأَخّر لتشابه رُؤُوس الآي .

واختُلِف في الأجل المسمى : هل هو يوم القيامة ، أو موت كل واحد منهم ، أو يوم بدْرٍ ؟ وفي «صحيح البخاري » : أن يوم بَدْرٍ هو : اللزام ، وهو : البَطْشَةُ الكبرى ، يعني : وقع في البخاري من تفسير ابن مَسْعُودٍ ، وليس هو من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم .

قال ( ص ) : و{ لِزَاماً } إمَّا مصدرٌ ، وإمَّا بمعنى ملزم ، وأجاز أبو البقاء : أنْ يكون جمع لاَزِم ، كَقَائِمٍ وقيام . انتهى .