فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَامٗا وَأَجَلٞ مُّسَمّٗى} (129)

{ ولولا كلمة سبقت من ربك } أي الكلمة السابقة وهي وعد الله سبحانه بتأخير عذاب هذه الأمة إلى الدار الآخرة { لكان } عقاب ذنوبهم { لزاما } أي لازما لهم في الدنيا لا ينفك عنهم بحال ولا يتأخر ، كما لزم القرون الماضية واللزام مصدر لازم .

{ وأجل مسمى } معطوف على قوله { كلمة } وهو يوم القيامة أو يوم بدر ويجوز عطفه على الضمير المستتر في { كان } العائد إلى الأخذ المفهوم من السياق أي لكان الأخذ العاجل ، وأجل مسمى لازمين لهم ، كما كانا لازمين لعاد وثمود وفيه تعسف ظاهر .

قال ابن عباس : هذا من مقاديم الكلام ؛ يقول : لولا كلمة وأجل مسمى لكان لزاما أي موتا . وعن السدي نحوه ، وعن مجاهد قال : الأجل المسمى الكلمة التي سبقت .

ثم لما بين الله سبحانه أنه لا يهلكهم بعذاب الاستئصال أمره بالصبر فقال