الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيۡنَيۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجٗا مِّنۡهُمۡ زَهۡرَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا لِنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ وَرِزۡقُ رَبِّكَ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰ} (131)

وقوله : { زَهْرَةَ الحياة الدنيا } شبَّه سبحانه نِعَم هؤلاء الكفار بالزهر ، وهو ما اصفر من النّوْر ، وقيل : الزهر : النورُ جملةً لأن الزهر له منظر ، ثم يضمحل عن قرب ، فكذلك مآلُ هؤلاء ، ثم أخبر سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم : أن ذلك إنما هو ليختبرهم به ، ويجعله فِتْنةً لهم وأمراً يجازون عليه أسوأ الجزَاءِ لفساد تقلبهم فيه .

( ص ) : و{ زَهْرَةً } : منصوبٌ على الذمِّ ، أو مفعولٌ ثانٍ ل{ مَتَّعْنَا } مضمن معنى أعطينا . اه .

ورزق اللّه تعالى الذي أحله للمتقين من عباده ، خير وأبقى ، أيْ : رزق الدنيا خيرٌ ورزق الآخرة أبقى ، وبين أنه خير من رزق الدنيا ،