{ ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى } لكأن التقدير : ولولا كلمة سبقت من ربنا أن يعمر الناس ما يتذكر فيه من يتذكر ، وأن يؤخرهم إلى وقت قضاه سبحانه لولا هذا لعاجل الفجار الكفار بعذاب لازم لا يتأخر عنهم ، كلزومه لأسلافهم الذين عتوا عن أمر ربهم ورسله ؛ وما دامت على هذا اليقين وهو كذلك صلى الله عليه وسلم { فاصبر على ما يقولون } ولا تستعجل لهم ، ولا يحزنك قولهم من الافتراء على الله تعالى ، وقولهم لنبيه : ساحر ، شاعر ، كذاب ، مجنون ، { وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها } نزه ربك العظيم وقدسه فجرا وعصرا ، أو : حافظ وليحافظ المؤمنون على صلاتي الفجر والعصر .
{ ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى } ومن ساعات الليل والنهار برئ الملك القدوس عما يقول الظالمون المفترون ، أو صلّ ولتصلّ أمتك من الليل والنهار ما استطعتم ، ليظفركم الولي الشكور الحميد بما يرضيكم في أولاكم وأخراكم ؛ في الصحيحين : " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبيل غروبها فافعلوا " ثم قرأ الآية ؛ { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه } الخطاب للنبي والمراد أمته ؛ فكأن المعنى : لا تطيلوا النظر إلى ما لهؤلاء المترفين من زخارف متعوا بها ، وما جعلناه لأصناف منهم من النعيم الزائل ، فإني ما أعطيتهم لكرامتهم ؛ وإنما أخبرتهم بهذا العطاء : { ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ){[2094]} ؛ { . . ورحمة ربك خير مما يجمعون ){[2095]} ؛ { أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين . نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ){[2096]} ؛ { ورزق ربك خير وأبقى } يمكن أن يراد : وما ادخر لكم ربكم من نعيم الجنة أفضل من هذا وأدوم ؛ وإلى هذا يشير قول الحق تبارك اسمه { . . وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا . . ){[2097]} وقيل : أراد به الحلال الطيب . . خير من أموالهم التي غلب عليها الغصب والسرقة وسائر وجوه الخيانة ، وأبقى بركة ونماء وحسن عاقبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.